نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 216
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء وماؤه أبيض من الورق وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السّماء فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدا» [1] .
وعنده أيضا عن أبي ذرّ قال: قلت: يا رسول الله، ما آنية الحوض؟ قال: «والّذي نفس محمّد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السّماء وكواكبها ألا في اللّيلة المظلمة المصحية آنية الجنّة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه، يشخب فيه ميزابان من الجنّة، من شرب منه لم يظمأ، عرضه مثل طوله ما بين عمّان إلى أيلة، ماؤه أشدّ بياضا من اللّبن وأحلى من العسل» [2] .
وبذلك تكون مظاهر اعتناء المولى- تبارك وتعالى- بكوثر رسوله صلى الله عليه وسلم قد شملت الأوجه التالية:
1- اللون: فهو أبيض من اللبن، لما ورد عند مسلم: «أشد بياضا من اللبن» ، واللون الأبيض يعطي منظرا أجمل للشراب، كما أنه يوضح صفاء الشراب ونقاءه.
2- الريح: فهو أطيب من ريح المسك، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن ريح المكلوم [3] في سبيل الله هي ريح مسك، كما ورد في صحيح البخاري [4] ، إلا أن الله سبحانه وتعالى- فضل شراب الكوثر بأن جعل ريح مائه أجمل من ريح المسك.
3- الطعم: هو أحلى مذاقا من العسل، فعند مسلم: «لهو أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل» .
4- سعته: لما رواه مسلم في صحيحه: «حوضي مسيرة شهر» . وسعة الحوض هكذا يدل على سعة ملكه- تبارك وتعالى-، ويدل على إكرامه نبيه صلى الله عليه وسلم.
5- وفرة آنيته: وأعتقد أن كثرتها تكفي كل الأمة لو وفدت عليه صلى الله عليه وسلم دفعة واحدة، ونرى في الدنيا أن الملك الكريم إذا صنع طعاما وأعد مأدبة فإنه يجهزها بحيث لو ورد عليه كل من دعاه كفتهم المأدبة، ورد عند مسلم: «والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها» .
قال الإمام النووي رحمه الله [5] : (المختار الصواب أن هذا العدد للآنية على ظاهره [1] مسلم، كتاب: الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، برقم (2292) . [2] مسلم، كتاب: الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، برقم (2300) . [3] المكلوم: أي المجروح. [4] البخاري، كتاب: الذبائح والصيد، باب: المسك، برقم (5533) ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [5] انظر شرح النووي (15/ 56) .
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 216