responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    جلد : 1  صفحه : 297
لأنذركموه، وما من نبيّ إلّا أنذره قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكنّي أقول لكم فيه قولا لم يقله نبيّ لقومه: تعلمون أنّه أعور، وأنّ الله ليس بأعور» [1] .

الفائدة الثانية:
عظيم قدرة الله سبحانه، ويتبين ذلك من:
1- حفظه- سبحانه وتعالى- المدينة من دخول الطاعون، وهو وباء عظيم، لا يرى بالعين ولا يحس بالحواس، بملائكة يحرسونها، وكأن الملائكة- وهو الواقع- ستراه وترده عن دخول البلدة الطيبة، وتدبر أخي القارئ ما أودع الله في ملائكته من قدرة عجيبة في مقاومة الطاعون ورده، مع عجز العلم الحديث عن أن يقضي على هذا الوباء الخطير، فضلا عن أن يضع له مصلا يقي البلاد والعباد شره.
2- مع ما أوتيه الدجال من قدرات عظيمة تفتن كل أحد- إلا المؤمن- إلا أنه يعجز عن دخول مكة والمدينة مع حرصه على ذلك؛ لما رواه البخاري من حديث أنس وفيه:
«فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقربها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله» [2] .
وكان من الممكن واليسير على الله- عز وجل- أن يمنع الطاعون والدجال عن دخول المدينة دون حراسة الملائكة لها، ولكن أراد الله- عز وجل- أن يظهر للعباد فضل المدينة؛ فكرّمها بتقييد الملائكة على أبوابها وأنقابها.

الفائدة الثالثة:
ما الحكمة من عدم دخول الطاعون المدينة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؟.
قال ابن حجر- رحمه الله- كلاما جميلا نصه: (الحكمة في ذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما دخل المدينة كان في قلة من أصحابه عددا ومددا وكانت المدينة وبئة كما سبق من حديث عائشة، ثم خيّر النبي صلى الله عليه وسلم في أمرين يحصل بكل منها الأجر الجزيل، فاختار الحمّى حينئذ لقلة الموت بها غالبا بخلاف الطاعون، ثم لما احتاج إلى جهاد الكفار وأذن له في القتال كانت قضية استمرار الحمى أن تضعف أجساد الذين يحتاجون إلى التقوية لأجل الجهاد فدعا بنقل الحمى من المدينة إلى الجحفة فعادت المدينة أصحّ بلاد الله) [3] . وأضاف رحمه الله: (ثم استمر ذلك بالمدينة تمييزا لها عن غيرها لتحقق إجابة دعوته وظهور هذه المعجزة العظيمة بتصديق خبره هذه المدة المتطاولة) [4] .

الفائدة الرابعة:
وجوب الإيمان بظهور الدجال وما معه من آيات عظيمة وقدرات

[1] البخاري، كتاب: الفتن، باب: ذكر الدجال، برقم (7127) .
[2] البخاري، كتاب: الفتن، باب: لا يدخل الدجال المدينة، برقم (7134) .
[3] فتح الباري (10/ 191) .
[4] انظر السابق.
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    جلد : 1  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست