responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    جلد : 1  صفحه : 34
منها، فقد حكم الله على كل من اتبع بالهدى، وعلى كل من ابتدع بالردى.

الفائدة الثامنة:
ما ثواب حب الله للعبد في الدنيا قبل الآخرة؟ أقول: إن الثواب عظيم، لما حدّث به أبو هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله إذا أحبّ عبدا دعا جبريل فقال: إنيّ أحبّ فلانا فأحبّه. قال: فيحبّه جبريل، ثمّ ينادي في السّماء. فيقول:
إنّ الله يحبّ فلانا فأحبّوه، فيحبّه أهل السّماء. قال: ثمّ يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إنيّ أبغض فلانا فأبغضه. قال: فيبغضه جبريل. ثمّ ينادي في أهل السّماء: إنّ الله يبغض فلانا فأبغضوه. قال: فيبغضونه، ثمّ توضع له البغضاء في الأرض» [1] .

الفائدة التاسعة:
قد يسأل سائل: هل في آية الباب اشتراط حبّ المسلم للنبي صلى الله عليه وسلم لنيل حب الله عزّ وجلّ، أم يكفي الاتباع وحده؟ أقول: يجب حب النبي صلى الله عليه وسلم لأن الآية اشترطت المتابعة، وهي الطاعة الكاملة، في كل ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ونهى، فيدخل في ذلك حبه أكثر من النفس، لما ورد عن عبد الله بن هشام بن زهرة رضي الله عنه قال: كنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: والله لأنت يا رسول الله أحبّ إليّ من كلّ شيء إلّا نفسي.
فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتّى أكون عنده أحبّ إليه من نفسه» . قال عمر: فلأنت الآن والله أحبّ إليّ من نفسي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر» [2] . وفي رواية عند مسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين» [3] .

3- ليس للمسلم اختيار في اتباع سنته صلى الله عليه وسلم ومن خالفها فقد ضل ضلالا مبينا:
ونحن في عصر يتشدق الناس جميعا، إلا من رحم ربي، بمتابعة الغرب وعاداتهم وتقاليدهم، وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث يقول في الحديث الذي يرويه أبو سعيد الخدري رضى الله عنه: «لتتّبعنّ سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتّى لو سلكوا جحر ضبّ لسلكتموه» . قلنا: يا رسول الله اليهود والنّصارى؟ قال: «فمن؟!» [4] . وتركوا هدي

[1] البخاري مختصرا، كتاب: بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، برقم (3209) ، ومسلم، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده، برقم (2637) .
[2] البخاري، كتاب: الأيمان والنذور، باب: كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (6632) .
[3] مسلم، كتاب: الإيمان، باب: وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (44) .
[4] البخاري، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل، برقم (3456) ، ومسلم، كتاب: العلم، باب: اتباع سنن اليهود والنصارى، برقم (2669) .
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست