نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 346
الإيمان أهّله لذلك، أرأيت إلى المرأة المسلمة تظهر حب الله ورسوله، تصوم النفل وتصلي الليل، حتى إذا مات لها حبيب، قالت ما لا يحبه الله ورسوله، وشقت الجيوب، ولطمت الخدود، وخسرت الكثير من دينها، وكذلك الرجل، يكون حاله أحسن حال، فإذا تعرض لضيق اليد من بعد سعة، يمد يده للرشوة أو للسرقة، ويبرر ذلك لنفسه، يسقط من أول اختبار وهكذا، فعلى المسلم أن يربي نفسه، ويسأل الله- عز وجل- الثبات في الأمر، فهو لا يعلم ما سيواجه من امتحان واختبار، وهو واقع لا محالة لقوله تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [العنكبوت: 2] .
2- جمال فمه صلى الله عليه وسلم:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الحديث الطويل الذي قيل فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم طلق زوجاته، وفيه: (قلت: يا رسول الله إنّي دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون: طلّق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، أفأنزل فأخبرهم أنّك لم تطلّقهنّ؟ قال: «نعم إن شئت» . فلم أزل أحدّثه حتّى تحسّر الغضب عن وجهه، وحتّى كشر فضحك، وكان من أحسن النّاس ثغرا) [1] .
الشّاهد في الحديث:
قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا) ، ومعنى: (وحتى كشر فضحك) ، أي: أبدى أسنانه.
فكان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس ثغرا (أي فما) ، ومن لوازم جمال الفم، جمال الشفتين والأسنان، فبهما يكتمل جمال الفم، كما أن أي عيب بهما يؤثر على جمال الفم، وعلمنا أيضا أن جمال فمه صلى الله عليه وسلم كان ملاحظا حتى في حال ضحكه، بل أظن أنه كان يتلألأ جمالا أكثر في حال ضحكه، لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكر جمال الثغر بمناسبة ذكر ضحكه صلى الله عليه وسلم فقال:
(فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا) .
فإن قال قائل:
لماذا ذكرت في كتابك جمال وجه النبي صلى الله عليه وسلم وجمال فمه، وطيب عرقه وبرودة كفيه، وجعلت جماله من الشمائل النبوية، فماذا سنستفيد منها؟
قلت:
معرفة جميع ما يخص النبيّ صلى الله عليه وسلم هو من الدين، ومن العلم النافع، ولولا ذلك ما ذكرها الصحابة ولما تناقلوها وحفظوها بكل هذا التفصيل، ولما ذكرها أصحاب الصحاح [1] مسلم، كتاب: الطلاق، باب: في الإيلاء واعتزال النساء برقم (1479) .
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 346