نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 406
هل أتى عليك يوم كان أشدّ من يوم أحد؟ فقال: «لقد لقيت من قومك وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت، وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلّا بقرن الثّعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلّتني فنظرت، فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إنّ الله- عز وجل- قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم قال: فناداني ملك الجبال، وسلّم عليّ ثمّ قال: يا محمّد إنّ الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربّك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا» [1] .
الشّاهد في الحديث:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لاقى أذى شديدا من قومه فاحتمل ذلك وصبر عليه، ولم يتعجل هلاك قومه، ولم يدع عليهم بالاستئصال، بل رجا أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله ولا يشرك به شيئا.
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم:
1- عظيم ما لاقاه النبي صلى الله عليه وسلم من أذى في سبيل الدعوة إلى الله تعالى حيث إنه اضطر إلى الذهاب إلى الطائف، بعد موت خديجة رضي الله عنها وموت عمه أبي طالب، رجاء أن يجد فيها من يؤويه وينصره ويمنعه من الكفار، فردوا عليه بأقبح رد، بل أنهم أغروا به سفهاءهم فأدموا قدمه صلى الله عليه وسلم فرجع من الطائف مهموما، ولم يفق إلا في قرن الثعالب [2] ، السيل الصغير حاليا، وكان هذا اليوم عند الرسول صلى الله عليه وسلم أشد من يوم أحد.
2- مظاهر عظيم اعتناء الله- سبحانه وتعالى- بنبيه صلى الله عليه وسلم:
أ- أن الله- عز وجل- أرسل سحابة تظل نبيه صلى الله عليه وسلم وعلمنا أن السحابة أرسلت خصيصا له، من قوله صلى الله عليه وسلم «فإذا أنا بسحابة قد أظلتني» ، فإذا هنا تدل على المفاجأة، مما يدل على أن [1] قرن الثعالب: بسكون الراء هو ميقات أهل نجد تلقاء مكة على يوم وليلة. انظر معجم البلدان [قرن] . [2] البخاري، كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة، برقم (3231) ، مسلم، كتاب: الجهاد والسير، باب: ما لقى النبي....، برقم (1795) .
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 406