نام کتاب : فقه السيرة نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 327
لا أزال أجاهد على الّذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة» .
يعني: الموت- [1] .
[عدم الرغبة في القتال] :
ومضيّا مع الرغبة عن القتال، وتخليصا للنسك المقصود من شائبة تحدّ سأل رسول الله عليه الصلاة والسلام: «من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم الّتي هم بها؟» [2] .
فجاء رجل من أسلم، فسلك بهم طريقا وعرا أجرد شقّ على المسلمين اجتيازه، ثم أفضى بهم إلى أرض سهلة عند منقطع الوادي، انثنى المسلمون عندها يمينا ليهبطوا عند الحديبية أسفل مكة!.
ولم تخف هذه الحركة عن فرسان قريش، فتراكضوا راجعين إلى مكة كي يحولوا بين المسلمين ودخولها.
[مفاوضات] :
ومضى النبي عليه الصلاة والسلام بأصحابه في وجهتهم المحددة، فإذا بناقته تبرك ولا تجاوز مكانها! ودهش النّاس لما عراها فقالوا: خلأت القصواء! فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «ما خلأت، وما هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكّة! لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرّحم إلا أعطيتهم إيّاها» ، ثم أمر الناس أن يحلّوا حيث انتهى بالناقة المسير [3] .
ونزل المسلمون كما أمروا، ينتظرون من الغد القريب أن تفتح لهم أبواب مكة فيطوفوا ويسعوا، ثم يعودوا وافرين رابحين، إنّهم واثقون من إدراك بغيتهم، [1] حديث صحيح، أخرجه ابن إسحاق بسند صحيح، عن مسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، ومن طريقه أخرجه أحمد: 4/ 323- 326؛ وابن هشام: 2/ 226، وهو قطعة من حديث طويل في صلح الحديبية؛ وقد أخرجه البخاري: 5/ 351- 371؛ وأحمد: 4/ 328- 331، من طريق أخرى عنهما بطوله. لكن عند البخاري وكذا أحمد: أنّ هذا القول صدر منه صلى الله عليه وسلم بعد قصة الناقة الاتية عند مجيء بديل بن ورقاء إليه صلى الله عليه وسلم وإخباره إياه أنه لم يأت لحرب، وهذا صحّ قطعا من رواية ابن إسحاق. [2] حديث صحيح، رواه ابن إسحاق في حديث الحديبية المشار إليه انفا. [3] حديث صحيح من حديث الحديبية عند البخاري وغيره.
نام کتاب : فقه السيرة نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 327