وسرعان ما يتهاوى كيانه فيصبح يضمر الشر لكل ما هو خبر ويظهر خلافه حتى يأمن مكر الناس وهو لا يعلم أن الله سبحانه وتعالى عالم به وبما يحيكه وما يضمره {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [1]، {…وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [2].
هؤلاء هم المنافقون المتسترون بالإسلام.
إلا أن الله كشفهم في بعض غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم كما في أحد وبني المصطلق والخندق وغيرها. حيث كان ينزل القرآن أولاً بأول فيفضحهم.
وفي هذه الغزوة - الخندق - بالذات ظهر منهم النفاق حيث أظهر كثير منهم العداء مما زاد في تفاقم الأمر وخطورته.
حكى لنا القرآن ذلك الخطر وتلك الشدة فقال تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [3].
أما بالنسبة لما فعلوه هذه المرة فقد روى الطبراني حيث قال: [1] سورة العلق الآية 14. [2] سورة الأنفال الآية 30. [3] سورة الأحزاب الآية 10.