أخو بني عمرو بن عوف فقال انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا؟ فإن كان حقاً فالحنوا لي لحناً[1] أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس. قال فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم (فيما) [2] نالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد، فشاتمهم سعد ابن معاذ[3] وشاتموه، وكان رجلاً فيه حدة فقال له سعد بن عبادة دع عنك مشاتمتهم فما بيننا وبينهم أربى[4] من المشاتمة ثم أقبل سعد وسعد ومن معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ثم قالوا عضل والقارة أي كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين" [5]. [1] الحنوا لي لحنا: أي قولوا لي قولاً أفهمه ويخفى على غيري. القاموس 4/366. [2] قوله (فيما نالو) وعند الطبري ونالوا. [3] فشاتمهم سعد بن معاذ (عند الطبري فشاتمهم سعد بن عبادة) وكذا عند ابن كثير في البداية 4/104. [4] أربى مأخوذ من الربا وهو لغة الزيادة. [5] السيرة النبوية 2/220- 221- 222 وقد ذكرت القصة في:
أ- طبقات ابن سعد باقتضاب 2/67.
ب- ابن كثير في البداية وفيها زيادة سأوردها فيما بعد.
جـ- جامع البيان 21/129- 131، وتاريخ الأمم الملوك 3/46، 47.
د- السهيلي في الروض الأنف 3/268.
و عيون الأثر 3/59.