وسأورد ملخصاً بتفسير الآيات من تفسير ابن كثير حيث قال في قوله تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ} . يقول تعالى مخبراً عن ذلك الحال حين نزلت الأحزاب حول المدينة والمسلمون محصورون في غاية الجهد والضيق ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم أنهم ابتلوا واختبروا وزلزلوا زلزالاً شديداً فحينئذ ظهر النفاق وتكلم الذين في قلوبهم مرض بما في أنفسهم ثم قال بعد إيراد الآية الأولى - {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ …} : أما المنافق فنجم نفاقه، والذي في قلبه شبهة أو حسكة لضعف حاله فتنفس بما يجده من الوسواس في نفسه لضعف إيمانه، وشدة ما هو فيه من ضيق الحال، وقوم آخرون قالوا كما قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ} يعني المدينة كما جاء في الصحيح[1]: "أريت في المنام دار هجرتكم أرض بين حرتين فذهب وهلى[2] أنها هجر فإذا هي يثرب".
قوله: {لا مُقَامَ لَكُمْ} [3]. أي ها هنا يعنون عند النبي صلى الله عليه وسلم في مقام المرابطة. أما ابن الجوزي[4] فقد قال: "إن المنافقين قالوا ذلك لكثرة العدو" [1] صحيح البخاري مع الفتح 7/226. [2] الوهل - وهل إلى الشيء بالفتح يهل بالكسر وهلا بالسكون إذا ذهب وهمه إليه النهاية 5/333. [3] سورة الأحزاب الآية 13. [4] زاد المسير 6/359.