أمثال الصواعق وهي ظلمة ما يرى أحدنا أصبعه، فجعل المنافقون يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة، فما يستأذن أحد منهم إلا أذن له فيأذن لهم فيتسللون ونحن ثلاثمائة أو نحو ذلك إذا استقبلنا[1] رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً رجلاً حتى مر علي وما عَليَّ جنة[2] من العدو ولا من البرد إلا مرط[3] لامرأتي ما يجاوز ركبتي قال فأتاني وأنا جاثي على ركبتي فقال: "من هذا؟ " قلت حذيفة فقال حذيفة؟ قال: "فتقاصرت بالأرض"، فقلت بلى يا رسول الله، كراهية أن أقوم، قال: "قم فقمت" فقال: "إنه كاين في القوم خبر فاتني بخبر القوم"، قال وأنا من أشد الناس فزعاً وأشدهم قراً فخرجت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته"، قال فوالله ما خلق الله فزعاً ولا قراً في جوفي[4] إلا خرج من جوفي فما أجد منه شيئاً". [1] أي استعرضنا واحداً كأنه يتخير. [2] الجنة السترة والوقاية ومنه حديث (والصوم جنة) . النهاية في غريب الحديث 1/308. [3] المرط: بكسر الميم وسكون الراء وهو الكساء ويكون من صوف وربما كان من الخزّ أو غيره. النهاية في غريب الحديث 4/319. [4] أراد بالجوف القلب. النهاية في غريب الحديث 1/316.