انكشفت سوءتها فضحكوا بها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهودياً وشدت اليهود على المسلم فقتلوه. فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع"[1] وأثر ابن هشام فيه انقطاع من أسفله ومن أعلاه.
قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: "فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه" وكان ذلك في شوال بعد وقعة بدر وأراد قتلهم فاستوهبهم منه كبير المنافقين[2].
وكانوا حلفاءه فوهبهم له وأخرجهم من المدينة إلى أذرعات[3]. قال ابن حزم: "وهم قوم عبد الله بن سلام[4] - مخفف - وكانوا في طرف المدينة[5] وكانوا سبعمائة مقاتل"[6]. [1] السيرة النبوية 2/48. [2] هو: عبد الله بن أبي بن سلول ونفاقه مشهور. انظر: البداية والنهاية 4/4. [3] أذرعات بالفتح ثم السكون وكسر الراء وعين مهملة وألف وتاء بلد في إطراف الشام تجاور أرض البلقاء. مراصد الإطلاع 1/47. [4] عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي ثم الأنصاري كان حليفا لهم من بني قينقاع وهو من ولد يوسف بن يعقوب عليهما السلام وكان اسمه في الجاهلية الحصين فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلم عبد الله. أسد الغابة 3/176. [5] انظر رسالة - طوائف ليهود الثلاث في المدينة- لأكرم حسين السندي. [6] جوامع السيرة 154.