ونصف[1] من مقدمه المدينة، فسار هو ومن معه من المسلمين إلى مكة، يصوم ويصومون". الحديث2.
وعند ابن إسحاق قال: حدثني الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس مطولا فيه: "ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزل مر الظهران[3] في عشرة آلاف من المسلمين". الحديث4.
ومن طريق ابن إسحاق: أخرجه أحمد مختصرا، والطبري، والطحاوي والحاكم بطوله، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي5.
وأورده الهيثمي مختصرا وقال: في الصحيح طرف منه في الصيام، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع. ثم أورده مطولا وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح6.
والحديث دليل واضح على أن الذين خرجوا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لفتح مكة المكرمة، كانوا عشرة آلاف مقاتل. وقد خرجوا إلى غزوة حنين مع من انضم إليهم من الطلقاء[7].
40- فقد ورد عند البخاري ومسلم من طريق معاذ[8] بن معاذ، عن [1] قال ابن حجر: هكذا وقع في رواية معمر وهو وهم، والصواب على رأس سبع سنين ونصف، وإنما وقع الوهم من كون غزوة الفتح كانت في سنة ثمان، ومن أثناء ربيع الأول إلى أثناء رمضان نصف سنة سواء، فالتحرير أنها سبع سنين ونصف، وذكر توجيهات أخرى. (الفتح 8/49) .
(صحيح البخاري 5/120 كتاب المغازي، باب غزوة الفتح في رمضان) . [3] مر الظهران: هو وادي فاطمة، يقع شمال مكة المكرمة بنحو 30 كم. (انظر: غزوة بني المصطلق ص54- 55) .
(سيرة ابن هشام 2/399- 400) .
(أحمد: المسند 1/266، والطبري: تاريخ الرسل والملوك 3/49، والطحاوي: شرح معاني الآثار 3/319- 320، والحاكم: المستدرك 3/43) .
(مجمع الزوائد6/164-167،وابن كثير: البداية والنهاية4/285-286، 324) . [7] الطلقاء - بضم الطاء وفتح اللام وبالمد - هم الذين أسلموا يوم فتح مكة، ومفرده طليق، يقال ذلك: لمن أطلق من أسار أو وثاق. قال القاضي عياض في المشارق: قيل لمسلمي الفتح الطلقاء لِمَنِّ النبي - صلى الله عليه وسلم عليهم -. (مشارق الأنوار 1/319، وانظر: النهاية لابن الأثير 3/136، وشرح النووي على صحيح مسلم 3/100 و4/469) . [8] معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري، أبو المثنى البصري، القاضي، ثقة متقن، من كبار التاسعة (ت 196) /ع. (ابن حجر: التقريب 2/257) .