ورواه أبو داود الطيالسي، وأبو عوانة، والبيهقي: كلهم من طريق شعبة وعمرو بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق[1].
وفي لفظ عند البخاري من طريق شعبة عن أبي إسحاق: قيل للبراء وأنا أسمع: أوليتم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين؟ قال: أما النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا، كانوا رماة، فقال:
أنا النبي لا كذب
أنا ابن عبد المطلب
وفي لفظ عند البخاري أيضا من طريق شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء وسأله رجل من قيس: أفررتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين؟.
فقال: "لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفر، كانت هوازن رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا على الغنائم فاستقبلنا بالسهام، ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بزمامها وهو يقول: أنا النبي لاكذب".
قال إسرائيل وزهير: "نزل النبي صلى الله عليه وسلم عن بغلته" [2].
والحديث أخرجه أيضا مسلم، وأحمد، والروياني، والطبري: الجميع من طريق شعبة، عن أبي إسحاق[3].
وفي لفظ عند البخاري، وابن سعد، والطبري، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: سأل رجل البراء فقال: يا أبا عمارة، أوليتم يوم حنين؟ قال البراء - وأنا أسمع -:أما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يول يومئذ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته، فلما غشيه[4] المشركون نزل فجعل يقول:
أنا النبي لا كذب
أنا ابن عبد المطلب
قال: "فما رؤي من الناس يومئذ أشد منه "[5]. [1] أبو داود الطيالسي: كما في منحة المعبود2/108، والبيهقي: دلائل النبوة3/43أ. [2] تقدم تخريج الحديث برقم (59) . [3] مسلم: الصحيح3/1401 كتاب الجهاد والسير، وأحمد: المسند4/281، والروياني: مسند الصحابة1/78أ-ب رقم (575) ، والطبري: جامع البيان10/102. [4] غشيه المشركون: أي ازدحموا عليه، قال العلماء: وفي نزوله عن البغلة حين غشوه مبالغة في الشجاعة والثبات والصبر، وقيل: فعله مواساة لمن كان نازلا على الأرض من المسلمين. (الزرقاني: شرح المواهب 3/14) . [5] البخاري: الصحيح 4/53 كتاب الجهاد، باب من قال: خذها وأنا ابن فلان. وابن سعد: الطبقات الكبرى 4/51، والطبري: جامع البيان 10/103، وتقدم الحديث برقم (59) .