ونقل ابن حجر قول ابن عبد البر هذا ثم قال: "حديث عبد الله بن جعفر بقصة إرضاعها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرجه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه"[1]، وصرح فيه بالتحديث بين عبد الله وحليمة[2].
ونقل الزرقاني قول ابن حجر ثم قال: وقول ابن كثير لم تدرك البعثة رده الحافظ ابن حجر، بأن عبد الله بن جعفر حدث عنها عند أبي يعلى والطبراني وابن حبان وهو إنما ولد بعد البعثة.
وزعم الدمياطي[3] وأبو حيان[4] النحوي أنها لم تسلم مردود، فقد ألف مغلطاي[5] فيها جزء حافلا سماه التحفة الجسيمة في إثبات إسلام حليمة وارتضاه علماء عصره، فأما أبو حيان فليس من فرسان هذا الميدان يذهب إلى زيده وعمره، وأما الدمياطي فحسبنا في الرد عليه قوله: وقد وهل غير واحد فذكروها في الصحابة لأنهم مثبتون لذلك، فمن أين له الحكم عليهم، وقد ذكرها في الصحابة ابن أبي [1] الحديث عند أبي يعلى في مسنده 1/128 وابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن ص 512 وليس فيه التصريح بالتحديث كما قال ابن حجر رحمه الله، ولذا فقد قال الألباني: "وهم الحافظ ابن حجر في هذا فإن هذا التحديث لا أصل له عند ابن حبان ولا عند غيره ممن ذكرنا. وقد وصف الحديث بالاضطراب أيضا" (دفاع عن الحديث النبوي والسيرة ص 39) وانظر: الحديث عند أبي نعيم في دلائل النبوة ص 111 والبيهقي: في دلائل النبوة أيضا 1/108 وابن هشام: السيرة النبوية 1/162 والسهيلي: الروض الأنف 2/145 والطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/158، والذهبي: السيرة النبوية 19-21 وقال: "هذا حديث جيد الإسناد"، وابن كثير: البداية والنهاية2/273-275 وقال: هذا الحديث قد روي من طرق أخر وهو من الأحاديث المشهورة المتداولة بين أهل السير والمغازي. والحديث يدور على ابن إسحاق رحمه الله وقد صرح بالتحديث في بعض الطرق. [2] الإصابة 4/274. [3] الدمياطي: الحافظ الإمام العلامة الحجة الفقيه، النسابة، شيخ المحدثين، شرف الدين، أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي الشافعي صاحب التصانيف (613-705هـ) (الذهبي: تذكرة الحفاظ 4/1477-1479، ابن كثير: البداية والنهاية14/40والشوكاني البدر الطالع1/403وكحالة: معجم المؤلفين6/197. [4] هو محمد بن يوسف بن علي الغرناطي أوحيان الأندلسي الإمام الكبير في العربية والتفسير وغيرهما من الفنون (654-745هـ) (الشوكاني: البدر الطالع 2/288-291) . [5] مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري، الحنفي التركي علاء الدين صاحب التصانيف (690-762هـ) من تصانيفه الكثيرة، ذيل على "تهذيب الكمال" للمزي، وله شرح على صحيح البخاري في نحو عشرين مجلدا وغير ذلك (ابن حجر: لسان الميزان:6 /72 والشوكاني: البدر الطالع 2/312 وكحالة: معجم المؤلفين 12/313 ولحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ لابن فهد ص 133.