فلم ينل منهم شيئا، قال: إنا قافلون إن شاء الله، فثقل[1] عليهم وقالوا: نذهب ولا نفتحه[2]، وقال مرة: نقفل، فقال: اغدوا على القتال، فغدوا، فأصابهم جراح، فقال: إنا قافلون غدا إن شاء الله، فأعجبهم فضحك[3] صلى الله عليه وسلم. وقال سفيان مرة: فتبسم. قال: قال الحميدي: حدثنا سفيان بالخبر كله[4].
ورواه عن قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار به ولفظه لما كان رسول الله بالطائف قال: إنا قافلون غدا إن شاء الله، فقال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نبرح أو نفتحها[5]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فاغدوا على القتال، فغدوا [1] وعند أحمد: "فكان المسلمون كرهوا ذلك". [2] وعند مسلم: قال أصحابه "نرجع ولم نفتحه".
وعند ابن أبي شيبة: "فقال المسلمون نرجع ولم نفتحه".
وعند أبي يعلى فقال أصحابه: "نرجع ولم نفتح".
وعند أبي عوانة فقال المسلمون: "نرجع ولم نفتحه". [3] قال النووي::معنى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قصد الشفقة على أصحابه والرفق بهم بالرحيل عن الطائف لصعوبة أمره، وشدة الكفار الذين فيه، وتقويتهم، مع أنه صلى الله عليه وسلم علم أو رجا أنه سيفتحه بعد هذا بلا مشقة، كما جرى، فلما رأى حرص أصحابه على المقام والجهاد أقام، وجد في القتال، فلما أصابتهم الجراح رجع إلى مكان قصده أولا من الرفق بهم ففرحوا بذلك، لما رأوا من المشقة الظاهرة، ولعلهم نظروا فعلموا أن رأي النبي صلى الله عليه وسلم أبرك وانفع وأحمد عاقبة وأصوب من رأيهم، فوافقوا على الرحيل، وفرحوا، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تعجبا من سرعة تغير رأيهم" شرح صحيح مسلم 4/410) وشرح المواهب 3/33. [4] البخاري: الصحيح 5/128 كتاب المغازي، باب غزوة الطائف. [5] قوله: (لا نبرح أو نفتحها)
قال ابن التين: "ضبطناه بالرفع والصواب: النصب، لأن "أو" إذا كانت بمعنى "حتى أو إلى أن نصبت"، وهي هنا كذلك (فتح الباري 10/505) . وانظر: قطر الندى لابن هشام ص:68،وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك 2/346.