responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : الخضري، محمد    جلد : 1  صفحه : 123
حملت خيّالة المشركين على المسلمين ثلاث مرّات وفي كلّها ينضحهم المسلمون بالنبل فيتقهقرون. ولما التقت الصفوف، وحميت الحرب ابتدأ نساء المشركين يضربن بالدفوف، وينشدن الأشعار تهييجا لعواطف الرجال، وكان عليه الصلاة والسلام كلما سمع نشيد النساء يقول: «اللهم بك أحول وبك أصول وفيك أقاتل [1] ، حسبي الله ونعم الوكيل» . وفي هذه المعمة قتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله سيّد الشهداء، غافله وحشي [2] وهو يجول في الصفوف وضربه بحربة لم تخطىء ثنايا بطنه.
هذا، ولما قتل حملة اللواء من المشركين، ولم يقدر أحد على الدنو منه ولّوا الأدبار ونساؤهم يبكين ويولولن، وتبعهم المسلمون يجمعون الغنائم والأسلاب، فلمّا رأى ذلك الرماة الذين يحمون ظهور المسلمون فوق الجبل، قالوا: ما لنا في الوقوف من حاجة، ونسوا أمر السيد الحكيم صلّى الله عليه وسلّم، فذكّرهم رئيسهم به فلم يلتفتوا وانطلقوا ينتهبون. أما رئيسهم فثبت وثبت معه قليل منهم، فلمّا رأى خالد بن الوليد أحد رؤساء المشركين خلوّ الجبل من الرماة انطلق ببعض الجيش، فقتل من ثبت من الرماة، وأتى المسلمين من ورائهم وهم مشتغلون بدنياهم، فلمّا رأوا ذلك البلاء دهشوا وتركوا ما بأيديهم، وانتقضت صفوفهم، واختلطوا من غير شعور، حتى صار يضرب بعضهم بعضا، ورفعت إحدى نساء المشركين [3] . اللواء فاجتمعوا حوله، وكان من المشركين رجل يقال له ابن قمئة قتل مصعب بن عمير صاحب اللواء، وأشاع أن محمّدا قد قتل، فدخل الفشل في المسلمين حتى قال بعضهم: علام نقاتل إذا كان محمّد صلّى الله عليه وسلّم قد قتل؟ فارجعوا إلى قومكم يؤمّنوكم، وقال جماعة: إذا كان محمّد قد قتل، فقاتلوا عن دينكم، وكان نتيجة هذا الفشل أن انهزم جماعة من المسلمين من بينهم الوليد بن عقبة، وخارجة

[1] رواه أبو داود- واللفظ له- والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي: حسن غريب بلفظ اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل
[2] المشهور أن وحشيا هو الذي قتل حمزة لما روى ابن اسحاق عن عبد الله بن عمر وكذلك روى البخاري عن ابن عمرو بن أمية الضمري، ووحشي هو ابن حرب الحبشي من سودان مكة مولى لطعيمة بن عدي، ويقال مولى جبير بن مطعم بن عدي كذا قال ابن اسحاق، وكان يكنى أبا دسمة ثم أسلم بعد أخذ الطائف وشهد اليمامة، وقتل مسيلمة الكذاب بحربته التي قتل بها حمزة، ثم سكن حمص.
[3] عمرة بنت علقمة.
نام کتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : الخضري، محمد    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست