نام کتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : الخضري، محمد جلد : 1 صفحه : 190
وفلان، ويا فلان أنت وفلان لا يفارق أحد منكم زميله، وإياكم أن يرجع الرجل منكم فأقول له: أين صاحبك؟ فيقول لا أدري، فإذا كبّرت فكبّروا، فلمّا أحاطوا بالعدو، وكبّر كبّروا، وجرّدوا السيوف، فلم يفلت من عدوهم أحد واستاقوا نعمهم، فكان لكل واحد من الغزاة عشرة أبعرة.
سرية «1»
وفي ربيع الأول أرسل عليه الصلاة والسلام كعب بن عمير الغفاري [2] إلى ذات أطلاح [3] من أرض الشام في خمسة عشر رجلا، فوجدوا جمعا كثيرا فدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوا وقاتلوا، وكانوا أكثر عددا، فاستشهد المسلمون عن اخرهم إلّا رئيسهم كعب بن عمير فإنه نجا، وأتى بالخبر إلى رسول الله فشقّ عليه، وأراد أن يبعث إليهم من يقتصّ منهم، فبلغه أنهم تحولوا من منزلهم فعدل عن ذلك.
غزوة مؤتة
جهّز عليه الصلاة والسلام في جمادى الأولى جيشا للقصاص ممّن قتلوا الحارث بن عمير الأزدي رسوله إلى أمير بصرى، وأمّر عليهم زيد بن حارثة، وقال لهم: إن أصيب فالأمير جعفر بن أبي طالب، فإن أصيب فعبد الله بن رواحة.
وكان عدة الجيش ثلاثة الاف، فساروا وشيعهم [4] عليه الصلاة والسلام، وكان فيما وصاهم به: «اغزوا باسم الله فقاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام، وستجدون فيها رجالا في الصوامع معتزلين فلا تتعرضوا لهم، ولا تقتلوا امرأة ولا صغيرا ولا بصيرا فانيا، ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناء» ولم يزالوا سائرين حتى
(1) سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات اطلاح. [2] كان من كبار الصحابة أمره النبي صلّى الله عليه وسلّم على سرية فقتل. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب وأبو الأسود عن عروة قالا: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كعب بن عمير الغفاري نحو ذات اطلاع من البلقاء، فأصيب كعب ومن معه. كذا قال وقد ساق شيخه الواقدي القصة ولكن فيها: فتحامله رجل جريح في القتل لما برد الليل فنجا ذكره ابن اسحاق وأن كعب بن عمير قتل يومئذ. [3] موضع قرب وادي القرى. [4] ودعهم.
نام کتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : الخضري، محمد جلد : 1 صفحه : 190