نام کتاب : المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة نویسنده : - جلد : 1 صفحه : 148
لا منقذ إلا الإسلام:
إن عقدة النقص في أولئك الحكام عائدة إلى جهلهم المطبق بمعطيات هذا الدين، ولقد رأينا عددا من هؤلاء، الذين سجلوا الرقم القياسي في عدائهم له، لا يكادون فارقون كرسي السلطة، ويجدون الفرصة السانحة للإطلاع على بعض روائعه، حتى ثابوا إلى رشدهم، وأيقنوا الإخلاص وألا عزة ولا قوة إلا في الأخذ به كلا لا يتجزأ..
وفي اعتقادي أن أقصر الطرق إلى نصرة هذا الدين الحق في بلاد الإسلام هو الوصول إلى قلوب وعقول هؤلاء الحكام.. وكل نجاح يمكن تحقيقه معهم إنما هو ربح للإنسانية كلها، التي تتطلع في لهفة لاذعة إلى منفذ للخلاص من ضياعها الرهيب، ولا منفذ لها ولا منقذ إلا بالإسلام، الذي لايخدمه شيء مثل قيام مجتمع نموذجي يطبق أحكامه صحيحة كاملة كما أنزلها الله، في أي بقعة من هذا العالم..
لقد قرأ هؤلاء الكثيرين عن مفتريات الملحدين في تشويه الدين، ولم يكن لديهم من العلم ما يفرقون به بين الإسلام وغيره، فلم يلبثوا أن سحبوا تلك
وقد دلنا على طريق الفرج بقوله سبحانه {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً..} .
ومن يدري فقد يجعل الله من هذا المؤتمر ذلك الفرج الذي نترقب، إذا أخلص كل من العاملين نيته لله.. وذلك بأن يكون في رأس مقرراته استنهاض همم الحكام المؤمنين بالإسلام لإقامة حوار مع أصدقائهم حكام المناطق المغلقة، يستهدف اقناعهم بالتساهل مع دعاة هذا الدين فلا يمنعوهم دخول بلادهم، والإتصال بإخوانهم من أهل العلم، والتعاون معهم لتبصير الناس بحقائق الإسلام، وابراز فضائله، وتثبيت مقوماته في نفوسهم. على اعتبار أن في هذا الضرب من التبليغ تشديدا للروابط الأخوية بين شعوبهم، وفي ذلك قوة لهم ولأمتهم لاتقوم بها كل فلسفات الدنيا. وسيكون من بوادر التوفيق في هذا الحوار الإفراج عن أولئك الدعاة الذين تتابعت الأعوام على اعتقالهم دونما ذنب سوى أم يقولوا ربنا الله!..
هذه واحدة. ثم أخرى وهي أن يرضى حكام المناطق المغلقة بالدخول في حوار آخر مع رجال الدعوة أنفسهم، فيعرض كل من الفريقين وجهة نظره وما عنده من حجة لنصرتها.. فإذا كان هدف الحكام حقا مصلحة شعوبهم حسب اجتهادهم، لم يكن مستحيلا اقتناعهم بأفضلية الإسلام نظاما وقانونا وسياسة..
نام کتاب : المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة نویسنده : - جلد : 1 صفحه : 148