responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهوامل والشوامل نویسنده : ابن مسكويه    جلد : 1  صفحه : 266
كَانَ أشرف فِي نَوعه مِمَّن قصر عَنهُ وَكَذَلِكَ الْحَال فِي النَّبَات والجماد فَإِن لكل وَاحِد من أشخاص الموجودات خَاص صُورَة يصدر عَنهُ فعله وبحسب يشرف أَو يخس إِذا كَانَ تَاما أَو نَاقِصا. فَأَي فَائِدَة أعظم مِمَّا يكمل وجودك ويتمم نوعك ويعطيك ذاتك حَتَّى يميزك عَن الجماد والنبات والحيوانات الَّتِي لَيست بناطقة ويقربك من الْمَلَائِكَة والإله - عز وَجل وتقدس وَتَعَالَى - وَأي غائلة أدهى وَأمر وأكلم وأطم مِمَّا ينكسك فِي الْخلق ويردك إِلَى أرذل وجودك ويحطك عَن شرف مقامك إِلَى خساسة مقامات مَا هُوَ دُونك أَظُنك تذْهب إِلَى أَن الْعلم يجب ان يفيدك - لَا محَالة - جاهاً أَو سُلْطَانا أَو مَالا تتمكن بِهِ من شهوات ولذات. فلعمري إِن الْعلم قد يفعل ذَلِك وَلَكِن بِالْعرضِ لَا بِالذَّاتِ لِأَن غَايَة الْعلم وَالَّذِي يَسُوق إِلَيْهِ ويكمل بِهِ الإنسانليس هُوَ غايات الْحَواس وَلَا كَمَال الْبدن. وَإِن كَانَ قد يتم بِهِ ذَلِك فِي كثير من الْأَحْوَال. وَمَتى استعملته فِي هَذَا النَّوْع فَإِنَّهُ يكمل صُورَتك البهيمية والنباتية وَكَأَنَّهُ اسْتعْمل فِي أرذل الْأَشْيَاء وَهُوَ معد لِأَن يسْتَعْمل فِي أشرفها.
(مَسْأَلَة مَا سَبَب تصاغي الْبَهَائِم وَالطير إِلَى اللّحن الشجي والجزم النَّديّ)

نام کتاب : الهوامل والشوامل نویسنده : ابن مسكويه    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست