نام کتاب : أبجد العلوم نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 111
يقطع الآمال عن العلم ويحمل على التقاعد عن التعلم فيقتصر الآخر على ما قدم الأول من الظاهر وهو خطر عظيم وقول سقيم فالأوائل وإن فازوا باستخراج الأصول وتمهيدها فالأواخر فازوا بتفريع الأصول وتشييدها كما قال صلى الله عليه وسلم: "أمتي أمة مباركة لا يدري أو لها خيرا وآخرها" وقال ابن عبد ربه في العقد[1] إني رأيت آخر كل طبقة واضعي كل حكمة ومؤلفي كل أدب أهذب لفظا وأسهل لغة وأحكم مذاهب وأوضح طريقة من الأول لأنه ناقض متعقب والأول باد متقدم انتهى. وروي أن خواجه زاده كان يقول: ما نظرت في كتاب أحد بعد تصانيف السيد الشريف الجرجاني[2] بنية الاستفادة وذكر صاحب الشقائق[3] في ترجمة شمس الدين الفناري: أن الطلبة إلى زمانه كانوا يعطلون يوم الجمعة يوم الثلاثاء فأضاف إليهما يوم الاثنين للاشتغال بكتابة تصانيف العلامة التفتازاني - رحمه الله - وتحصيلها انتهى. [1] في هامش الأصل: "هذا الكتاب قد طبع بهذا العهد بمصر في مجلدات" سيد على حسن خان ولد المؤلف سلمه الله. [2] في هامش الأصل: "قلت: ومن فاز يوماً من أيام الدهر بتصانيف شيخنا الشوكاني ومن حذا حذوه وكان من أهل الورع والإنصاف لم يحتج إلى غيره في شيء من علوم الدين إن شاء الله تعالى". [3] هو: الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية، لأحمد بن مصطفى المعروف بطاشكبري زاده المتوفى سنة 968هـ.
الترشيح الرابع: في بيان مقدمة العلم ومقدمة الكتاب
اعلم أن المقدمة - بكسر الدال المشددة وفتحها - تطلق على معان: منها ما يتوقف عليه الشيء وسواء كان التوقف عقليا أو عاديا أو جعليا وهي في عرف اللغة صارت اسما لطائفة متقدمة من الجيش وهي في الأصل صفة من التقديم بمعنى التقدم. ولا يبعد أن يكون من التقديم المتعدي لأنها تقدم أنفسها بشجاعتها على أعدائها في الظفر ثم نقلت إلى ما يتوقف عليه الشيء وهذا المعنى يعم جميع المعاني الآتية. ومنها ما يتوقف عليه الفعل يؤيد ذلك ما قال السيد السند في حاشية العضدي في مسائل الوجوب في بحث الحكم المقدمة عند الأصوليين على ثلاثة أقسام: ما يتوقف عليه الفعل عقلا كترك الأضداد في فعل الواجب وفعل الضد في الحرام وتسمى مقدمة عقلية وشرطا عقليا. وما يتوقف عليه الفعل عادة كغسل جزء من الرأس لغسل الوجه كله وتسمى مقدمة عادية وشرطا عاديا وما لا يتوقف عليه الفعل بأحد الوجهين لكن الشارع يجعل الفعل موقوفا عليه وصيره شرطا له كالطهارة للصلاة وتسمى مقدمة شرعية وشرطا شرعيا[1] انتهى.
ومنها ما يتوقف عليه صحة الدليل بلا واسطة كما هو المتبادر فلا ترد الموضوعات والمحمولات. وأما المقدمات البعيدة للدليل فإنما هي مقدمات لدليل مقدمة الدليل
ومنها قضية جعلت جزء قياس أو حجة وهذان المعنيان مختصان بأرباب المنطق ومستعملان في مباحث القياس صرح بذلك المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية [1] بإزائها في هامش الأصل التعليق: "وذلك لأنه إن لم يرد السيد السند بالمقدمة ما ذكرنا لا يصح الحصر في الأقسام الثلاثة كما لا يخفى" "12 منه رحمه الله".
نام کتاب : أبجد العلوم نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 111