نام کتاب : أبجد العلوم نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 138
ما لم يذرك عنه قائم البرهان. انتهى وإنما الغرض من تدوين تلك المقالات: التذكرة لمن يعرف الأسرار والتنبيه على من لا يعرفها بأن لنا علما يجل عن الأذهان فهمه حتى يرغب في تحصيله كما في الحديث: إلا من العلم كهيئة المكنون لا يعرفها إلا العلماء بالله تعالى فإذا نطقوا لا ينكره إلا أهل العزة وروي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاءين أما أحدهما: فبثثته وأما الآخر: فلو بثثته لقطع هذا البلعوم وغرضهم عدم إمكان التعبير عنه وخوف مقايسة السامعين الأحوال الإلهية بأحوال الممكنات فيضلوا بسوء الظن في قائلها فيقابلوه بالإنكار. انتهى.
قلت: المراد بالدعاء الآخر أخبار دولة بني أمية - كما صرح به أهل الحديث - ومن قال بخلافه لم يأت بما يشفي الغليل فإن شئت الاطلاع على تمام الكلام في ذلك فارجع إلى القسطلاني[1] ولا تغتر بأقوال هؤلاء الذين ليسوا من علم السنة المطهرة في ورد ولا صدر.
فائدة: ومنها: أنه ينبغي أن لا يخالف قوله فعله إذ لو كذب مقاله بحاله ينفر الناس عنه وعن الاسترشاد به وأكثر المقلدين ينظرون إلى حال القائل وأما المحقق الذي لا ينظر إلى القائل فهو نادر فليكن عنايته بتزكية أعماله أكثر منه بتحسين علمه إذ لا بد للعالم من: الورع ليكون علمه أنفع وفوائده أكثر وأن يكظم غيظه عند التعليم وأن لا يخلطه بهزل فيقسو قلبه ولا يضحك فيه ولا يلعب ولا يبالي إذا لم يقبل قوله ولا بأس بأن يمتحن فهم المتعلم وأن لا يجادل في العلم ولا يماري في الحق فإنه يفتح باب الضلال وأن لا يدخل علما في علم لا في تعليم ولا في مناظرة فإن ذلك مشوش وكثيرا ما غلط جالينوس بهذا السبب وأن يحث الصغار على التعليم - سيما الحفظ - وأن يذكر لهم ما يحتمله فهمهم وإن كان الطلاب مبتدئين لا يلقي عليهم المشكلات وإن كانوا منتهين لا يتكلم في الواضحات ولا يجيب متعنتا في سؤاله ولا ما يلقى عليه من الأغلوطات وأن ينظر في حال الطالب إن كان له زيادة فهم بحيث يقدر على حل المشكلات وكشف المعضلات يهتم بتعليمه أشد الاهتمام وإلا فيعلمه بقدر ما يعرف الفرائض والسنن ثم يأمره بالاشتغال بالاكتساب ونوافل الطاعات لكن يصبر في امتحان ذهنه مقدار ثلاث سنين وإن سئل عما يشك فيه يقول: لا أدري فإن لا أدري: نصف العلم. [1] هو شهاب الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك القسطلاني المصري، من علماء الحديث له فيه مصنفات كثيرة أشهرها "إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري" عشرة أجزاء: 851-923هـ = 1448-1517م. المنظر العاشر: فيما ينبغي أن يكون عليه أهل العلم
قال الفقيه أبو الليث[1]: يراد من العلماء عشرة أشياء: الخشية والنصيحة والشفقة والاحتمال والصبر والحلم والتواضع والعفة عن أموال الناس والدوام على النظر في الكتب [1] هو نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي، الملقب بإمام الهدى، فقيه من أئمة الحنفية، زاهد متصرف له تصانيف نفيسة. توفي سنة 373هـ-983م.
نام کتاب : أبجد العلوم نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 138