نام کتاب : أبجد العلوم نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 64
تلو الدرجة النبوية فصدقني في هذا الرجاء وأوصلني إلى جنتك برحمتك يا أرحم الراحمين. وقد أحببت رسولك وأصحابه وأئمة السلف وأهل الحق من الخلف الذين قالوا بقول رسولك ولم يشركوا ولم يبدعوا فاحشرني معهم واجعلني في جوارهم في دار النعيم والمرء مع من أحب وإن لم يعمل عمله ولم يجهد جهده في الطاعة. اللهم آمين وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم الرجل الفقيه في الدين - أي العالم بالكتاب والسنة - إن احتيج إليه نفع وإن استغني عنه أغنى نفسه". رواه رزين. وعن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من طلب العلم فأدركه كان له كفلان من الأجر فإن لم يدركه كان له كفل من الأجر" رواه الدارمي.
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل أوحى إلي أنه من سلك مسلكا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة وفضل في علم خير من فضل في عبادة وملاك الدين الورع". رواه البيهقي في شعب الإيمان
وعن ابن عباس قال: "تدارس العلم ساعة من الليل خير من إحيائه". رواه الدارمي وفي حديث ابن عمرو مرفوعا: "إنما بعثت معلما". رواه الدارمي وعن الأعمش مرفوعا: "آفة العلم النسيان". رواه الدارمي مرسلا والأخبار والآثار في شرف العلم وفضل العالم والمعلم والمتعلم وطالب العلم كثيرة جدا لا يسعها هذا المقام. وقد ألف الحافظ الإمام الحجة هادي الناس إلى المحجة محمد بن أبي بكر القيم[1] كتابه مفتاح دار السعادة في مجلدين في فضائل العلم وما يليها وهو كتاب نفيس عزيز المقاصد من الله تعالى به علي وأحسن إلي.
والمراد بالعلم في الأحاديث المذكورة علم الدين والشرع المبين وهو علم الكتاب العزيز والسنة المطهرة لا ثالث لهما. وليس المراد به العلوم المستحدثة في العالم قديمه وجديده التي اعتنى الناس بها في هذه الأزمان وخاضوا فيها خوضا منعهم عن النظر في علوم الإيمان وأشغلهم عن الاشتغال بمراد الله تعالى ورسوله سيد الإنس والجان حتى صار علم القرآن مهجورا وعلم الحديث مغمورا وظهرت صنائع أقوام الكفر والإلحاد وسميت بالعلوم والفنون والكمال المستجاد وهي كل يوم في ازدياد فإنا لله وإنا إليه راجعون هذا وقد تكفل كتاباي الحطة بذكر الصحاح الستة والجنة في الأسوة الحسنة بالسنة ببيان فضيلة علم السنة فإن شئت الزيادة على هذا المقدار فارجع إليهما يزيدانك بصيرة كاملة في هذا الباب والله أعلم بالصواب.
وقال الشافعي: من شرف العلم أن كل من نسب إليه ولو في شيء حقير فرح ومن رفع عنه حزن قال الأحنف: كل عز ولم يؤيد بعلم فإلى ذل مصيره. [1] هو المشهور بابن قيم الجوزية واسمه: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي، شمس الدين، من أركان الإصلاح الإسلامي وأحد كبار العلماء، مولده ووفاته بدمشق. له مؤلفات كثيرة جداً 691-751هـ = 1292-1350م.
نام کتاب : أبجد العلوم نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 64