responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبجد العلوم نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 66
لشعورها بتمييز الإنسان بكل مجاوز لدرجتها حتى إنها تنزجر بزجره وإن كانت قوتها أضعاف قوة الإنسان.
التعليم الثاني: في نفعه:
اعلم: أن السعادة منحصرة في قسمين: جلب المنافع ودفع المضار وكل منهما دنيوي وديني فالأقسام أربعة:
الأول: هو ما ينجلب بالعلم من المنافع الدينية
وهو خفي وخلقي أشار إلى نفعه الأول قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث السابق: "فإن تعلمه لله خشية ... " إلى آخره ... وإلى نفعه الثاني قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: "وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة".
الثاني: وهو ما ينجلب بالعلم من المنافع الدنيوية وهو وجداني وذوقي وجاهي رتبي والوجداني: إما راحة أو استيلاء والراحة إما من مشقة وجود ظاهر للنفس أو من فقد سار لها بالأنس. وكل منهما إما خارجي وإما ذاتي.
فالراحة أربعة أقسام:
وقوله صلى الله عليه وسلم: "وهو الأنيس في الوحشة" إشارة إلى الأول لأنه يريح بأنسه من كل قلق واضطراب" وقوله: "والصاحب في الغربة" إشارة إلى الثاني فانه يقر من الغريب عينه ويريحه من كمود النفس من الحزن وانكسارها لفقد سرور الأهل والوطن.
وقوله: "والمحدث في الخلوة" إشارة إلى الثالث لأن العلم يريح المنفرد عن الناس بتحديثه من انقباض الفهم وخموده وهو ألم ذاتي لأهل الكمال وهذا هو السر في استلذاذ المسامرة والمنادمة
وقوله: الدليل على السراء والضراء أي في الماضي والآتي إشارة إلى الرابع الذي هو فقد سار ذاتي أي أن العلوم تقوم مقام الرأي السديد إذا استبشر إذ هو دال لصاحبه على السراء وأسبابها وعلى الضراء وموجباتها فالحيرة وجهل عواقب الأمور مؤلم للنفس لفقد نور البصيرة فالعلم يريح من تلك الهموم والأحزان.
والاستيلاء قسمان:
أحدهما: استيلاء يمحق الشر ويدفع الضر وإليه أشار قوله: والسلاح على الأعداء فبالعلم يزهق الباطل وتندفع الشبهة والجهالة. قيل: لبعض المناظرين فيم لذتك؟ فقال: في حجة تتبختر إيضاحا وشبهة تتضاءل افتضاحا.
وثانيهما: استيلاء يجلب الخير ويذهب الضر وإليه أشار قوله: والزين عند الأخلاء أي أن العلم جمال وحسن وكمال يجذب القلوب من الأخلاء كما قيل:
العلم زين وكنز لا نفاد له ... نعم القرين إذا ما عاقلا صحب
القسم الثاني: ما يجلبه العلم من الوجاهة والرتبة وهي إما عند الله سبحانه وتعالى وإما عند الملأ الأعلى وإما عند الملأ الأسفل.
الأول: أشار إليه قوله: يرفع الله سبحانه وتعالى به أقواما أي يعلي مقامهم ورتبتهم فيجعلهم في الخير قادة وأئمة أي شرفاء الناس وسادتهم والقادة جمع قائد وهو الذي يجذب إلى الخير إما مع الإلزام كالقاضي والوالي اللذين إلزامهما على الظاهر وكالخطيب والواعظ اللذين إلزامهما على

نام کتاب : أبجد العلوم نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست