نام کتاب : الفهرست نویسنده : ابن النديم جلد : 1 صفحه : 62
فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف وان كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف فهذا نفط أبي الأسود. قال أبو سعيد رضي الله عنه ويقال ان السبب في ذلك أيضا انه مر بأبي الأسود سعد وكان رجلا فارسيا من أهل زندخان[1] كان قدم البصرة مع جماعة أهله فدنوا من قدامة بن مظعون وادعوا إنهم أسلموا على يديه وانهم بدلك من مواليه فمر سعد هذا بأبي الأسود وهو يقود فرسه فقال مالك يا سعد لم لا تركب قال ان فرسي ضالع أراد ظالعا[2] قال فضحك به بعض من حضره فقال أبو الأسود هؤلاء الموالي قد رغبوا في الإسلام ودخلوا فيه فصاروا لنا اخوة فلو عملنا لهم الكلام فوضع باب الفاعل والمفعول.
سبب يدل على أن من وضع في النحو كلاما أبو الأسود الدؤلي:
قال محمد بن إسحاق كان بمدينة الحديثة[3] رجل يقال له محمد بن الحسين ويعرف بابن أبي بعرة جماعة للكتب له خزانة لم أر لاحد مثلها كثرة تحتوي على قطعة من الكتب العربية في النحو واللغة والأدب والكتب القديمة فلقيت هذا الرجل دفعات فأنس بي وكان نفورا ضنينا بما عنده خائفا من بني حمدان فأخرج لي قمطرا[4] كبيرا فيه نحو ثلاثمائة رطل جلود فلجان وصكاك وقرطاس مصر وورق صيني وورق تهامي وجلود آدم وورق خراساني فيها تعليقات عن العرب وقصائد مفردات من أشعارهم وشيء من النحو والحكايات والاخبار والأسماء والأنساب وغير ذلك من علوم العرب وغيرهم وذكر أن رجلا من أهل الكوفة ذهب عنى اسمه كان مستهترا بجمع الخطوط القديمة وأنه لما حضرته الوفاة خصه بذلك لصداقة كانت بينهما وأفضال من محمد بن [1] زندخان بالفتح ثم السكون وفتح الدال وخاء معجمة وآخره نون قرية على فرسخ من سرخس حصينة أنظر مرصد الأطلاع 2/672. [2] يقال: ظلع ظلعا أي عرج وغمز في مشيه والظلاع داء يأخذ في قوائم الدواب فتظلع منه. [3] الحديثة بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وثاء مثلثة ضد العتيقة وهي في عدة مواضع منها: حديث الموصل: بليدة كانت على دجلة بالجانب الشرقي قرب الزاب الأعلى وهي حد العراق من جهة الموصل. ومنها حديث الفرات وهي حديثة النورة فوق هيت ولها قلعة حصينة في وسط الفرات والماء يحيط بها أقام بها القائم الخليفة عند ابن مهارس وكان صاحبها سنة وأهلها صالحون سنية بخلاف أهل عانة ومنها قرية بغوطة دمشق يقال لها حديث جرش أنظر مراصد الأطلاع 1/386. [4] القمطر: ما تصان به الكتب والجمع قماطر.
نام کتاب : الفهرست نویسنده : ابن النديم جلد : 1 صفحه : 62