نام کتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي نویسنده : محمود سالم محمد جلد : 1 صفحه : 104
ذاك أبو القاسم ماذا عسى ... يحصي لساني أو يدي تكتب
والبحر لو كان مدادا وما ... في الأرض أقلام بها يكتب «1»
لم نبلغ العشر ولا عشره ... من وصفه هيهات لا تعجبوا «2»
وبعد أن مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بتفضيله على الناس أجمعين، وذكر فضله على أمته، إذ هداها إلى سواء السبيل ووحدها، أكد أنه لا يستطيع أن يفي الرسول الأمين حقه، واستعار المعنى القرآني للتعبير عن هذا الموقف الذي تكرر عند مدّاح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كافة، ثم انتقل إلى وصف اليوم الآخر، ومكانة النبي الكريم فيه، وشفاعته لأمته، فقال:
فهو حبيب الله وهو الذي ... في جاهه تطمع يا مذنب
وصاحب الحوض الرّواء الذي ... أمّته منه غدا تشرب
ويميل بعض الميل إلى نظم الأحاديث والروايات عن موقف الرسل الكرام يوم القيامة، وتهيّبهم من الشفاعة للناس وتصدي الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم لهذه الشفاعة، فيقول:
كلّ رسول منهم قائل ... نفسي نفسي عنقها يطلب
وهو ينادي أمّتي أمّتي ... ربّي مالي غيرهم مطلب
هذا إلى أشياء لم أحصها ... يعجز عنها اللّقن المسهب
فمن يقل ما شاء فيه يقل ... حقّا وما أحسبه يكذب
(1) يشير إلى الآية الكريمة قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي، لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي، وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً [سورة الكهف: 18/ 109] .
(2) البلوي: كتاب ألف با ص 457 ج 1.
نام کتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي نویسنده : محمود سالم محمد جلد : 1 صفحه : 104