نام کتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي نویسنده : محمود سالم محمد جلد : 1 صفحه : 132
وصيا فقالت: «متى أوصى إليه؟ فقد كنت مسندته إلى صدري، فدعا بالطست، فلقد انخنث في حجري، وما شعرت أنه مات، فمتى أوصى إليه» [1] .
وهكذا نشأ تيار يناصر أهل بيت رسول الله، ويتشدد في موالاتهم، تحول شيئا فشيئا إلى حزب سياسي ديني، فناوأ بني أمية وقاتلهم، وقاتل العباسيين، وظل ثائرا، يطالب بالخلافة، وخلال ذلك نشأ له تراث كبير من الفكر الديني، والأدب، تلوّن بألوان مختلفة، وتأثر بأفكار غريبة، وخاصة عند فرقه المتطرفة.
فلا عجب إذا وجدنا شعرا يمدح به آل البيت على عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم يجمع به الشعراء مدحهم إلى مدحه، حتى إذا انتقل الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى جوار ربه، وتباينت آراء المسلمين في خلافته وانحاز بعضهم إلى علي- كرم الله وجهه- وجدنا مدح علي وآل رسول الله يزداد، ويظهر، مثل قول عامر بن واثلة، أبي الطفيل [2] (له صحبة وتشيع) :
إنّ النّبيّ هو النّور الذي كشفت ... به عمايات باقينا وماضينا
ورهطه عصمة في ديننا ولهم ... فضل علينا وحقّ واجب فينا «3»
ويبدو أن مديح الرسول ومديح آله اقترنا كما يظهر في هذين البيتين، منذ وقت مبكر كما قلنا، وكما هو حاصل في صلاة المسلمين، فإذا كان المدح موجها للنبي صلّى الله عليه وسلّم وذكر فيه آل البيت، فهو مدح نبوي، أما إذا كان موجها لآل البيت وذكر فيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم فهو يخرج عن إطار المديح النبوي، ومن هنا جاء التفريق بين مديح آل البيت ومديح النبي، على الرغم من أن بعض الباحثين لم يفرقوا بين هذين اللونين من المديح، وعدوا [1] صحيح مسلم: ص 1257. [2] عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمر القرشي، أبو الطفيل، شاعر كنانة وأحد فرسانها، ومن ذوي الفضل والسيادة فيها، روى عن النبي عدة أحاديث، وحمل راية علي بن أبي طالب، وخرج على بني أمية مع المختار الثقفي، توفي سنة (100 هـ) . ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب 1/ 118.
(3) الأصفهاني: الأغاني 15/ 152.
نام کتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي نویسنده : محمود سالم محمد جلد : 1 صفحه : 132