نام کتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي نویسنده : محمود سالم محمد جلد : 1 صفحه : 33
ابن تيمية كتابا في ذلك اسمه (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) ، أنكر فيه مخاطبة الأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم، وفي مغيبهم، وخطاب تماثيلهم، وجعل ذلك نوعا من أنواع الشرك [1] .
وعلى الرغم من ذلك حرص المسلمون على زيارة قبر النبي العطر، وطلب الشفاعة عنده، وظلوا دائمي الشوق إلى المعاهد النبوية، يبثونها لواعج نفوسهم، ويرسلون إليها التحيات، ويدعون لها بالسقيا.
فزيارة رسول الله والتشوق إلى معاهده، استدعت من الشعراء أن يمدحوا رسول الله، وأن يعبروا عن حبهم له، وتعظيمهم لمقامه الكريم، ومنهم الصرصري [2] الذي أظهر هيامه بمعاهد المدينة المنورة، وأبدى رغبته العارمة في زيارة الروضة الشريفة، لينشد فيها مدحه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال:
ألا ليت شعري هل أزور قبابها ... فتحمد فيها العيس شدّي ورحلتي
وأنشد في أكنافها متعرّضا ... لمن نظم مدحي فيه تاجي وحليتي «3»
أما البرعي [4] فإنه يجعل من زيارة رسول الله مخرجا لمعاناته وثقل ذنوبه، ومجلبة للمغفرة، فيقول:
ألوذ إلى ذاك الجناب فأحتمي ... بمن هو عند الكرب للكرب يفرج
وأدعوه في الدّنيا فتقضى حوائجي ... وإنّي إليه في القيامة أحوج «5» [1] ابن تيمية: قاعدة جليلة ص 18. [2] الصرصري: يحيى بن يوسف الأنصاري، فقيه أديب لغوي، كان حسان وقته في المديح النبوي. قتله التتار عند دخولهم بغداد سنة (656 هـ) ، وكان أعمى. ديوانه، ورقة 1.
(3) ديوان الصرصري، ورقة 13. [4] البرعي: عبد الرحيم بن أحمد اليماني، شاعر متصوف، أفتى ودرّس، له ديوان شعر، ت (803 هـ) : ابن زيارة اليمني: ملحق البدر الطالع: ص 120.
(5) ديوان البرعي ص 211.
نام کتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي نویسنده : محمود سالم محمد جلد : 1 صفحه : 33