نام کتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي نویسنده : محمود سالم محمد جلد : 1 صفحه : 36
بالدعاء، وإلى الأنبياء وغيرهم بالتوسل، فحين ظهرت نار بالقرب من المدينة المنورة، ووقعت زلزلة عظيمة، و «طال أمر هذه النار على أهل المدينة، صار يودع بعضهم بعضا، وتابوا من ذنوبهم، وتصدقوا، ولزموا العبادة، حتى كشف الله عنهم هذه النار، وانجابت تلك الظلمة» [1] .
فإن هذه الحادثة وأمثالها جعلت الناس يتشفعون برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويتوسلون به مادحين، ليرفع الله عنهم الكرب، ويقيهم هولها، وقد حدث بعد ذلك أن احترق المسجد النبوي، فكان احتراقه مناسبة هامة أفاض فيها الشعراء في مدح النبي الكريم، وتأويل سبب هذه النار.
فكان كلّ ما يتعلق برسول الله بسبب، من آثار وحوادث، يثير عواطف الناس، ويستحث قرائح الشعراء على مدحه وتمجيده، والتشفع به.
وقد شهد العصر المملوكي ظهور عدد من البدع الدينية، التي اتصف بعضها بالقبول واستمر، واتصف بعضها بالاستهجان، وكان لبعض هذه البدع علاقة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم مثل التوسل بجاه النبي الكريم عقب صلاة الصبح، الذي أمر به القاضي الشافعي المؤذنين، ففعلوه [2] .
ومثل التذكير يوم الجمعة على الماذن، الذي أمر به الناصر محمد بن قلاوون، لتستعد الناس للصلاة [3] وكذلك «أمر المحتسب أن يزاد بعد كل آذان، الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم كما يصنع ذلك في ليلة الجمعة بعد العشاء، فصنعوا ذلك إلا في المغرب لضيق وقتها بزعمهم» [4] . [1] ابن إياس: بدائع الزهور 1/ 1- 298. [2] ابن حجر: إنباء الغمر: ص 305. [3] ابن إياس: بدائع الزهور 1/ 1- 483. [4] ابن حجر: إنباء الغمر: ص 455.
نام کتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي نویسنده : محمود سالم محمد جلد : 1 صفحه : 36