نام کتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي نویسنده : محمود سالم محمد جلد : 1 صفحه : 39
أما أهل السنة، فإنهم يرون أنهم ورثة رسول الله، لأنهم اتبعوا سنته، ولأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يورث غير حديثه فقال ابن الوزير [1] :
العلم ميراث النّبيّ كذا أتى ... في النّصّ والعلماءهم ورّاثه
فإذا أردت حقيقة تدري بها ... ورّاثه وعرفت ما ميراثه
ما ورّث المختار غير حديثه ... فينا وذاك متاعه وأثاثه
قلنا (الحديث) وراثة نبويّة ... ولكلّ محدث بدعة إحداثه «2»
ولذلك ضج بعض شعراء المديح النبوي من هذا الجدل الديني، ومن هذا التباين بين المسلمين، فتوجهوا في مدائحهم النبوية إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يستنجدون به، ويطلبون شفاعته لتتخلص الأمة من الفرقة والخلاف، فتكون قادرة على مواجهة أعدائها.
انتشار التصوف:
من المظاهر الدينية التي سادت هذا العصر، وكان لها أثر كبير في انتشار المدائح النبوية واتساعها، ظاهرة التصوف الذي انتشرت طرقه انتشارا كبيرا، وتغلغت بين الناس، ونالت الاعتراف الرسمي من الدولة، فكان تعيين شيوخ الطرق يتم من قبل السلطان.
وقد شجعت الصوفية إظهارا للتدين، وحثا على الجهاد. لذلك حرص المماليك مثل سابقيهم من الأيوبيين، على بناء التكايا والزوايا للمتصوفة وأهل العلم والفقراء والغرباء، لكن بعض هذه الزوايا تحول إلى مأوى للعجزة، الذين أصبحوا مضرب المثل [1] ابن الوزير: محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى كان من كبار الحفاظ والعلماء المجتهدين اليمانيين ولد سنة (775 هـ) . القنوشي، صديق: التاج المكلل ص 340.
(2) القنوشي، صديق: التاج المكلل ص 340.
نام کتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي نویسنده : محمود سالم محمد جلد : 1 صفحه : 39