نام کتاب : الموجز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم نویسنده : الطناحي، محمود محمد جلد : 1 صفحه : 86
12- وقد زان ذلك كله حسن البيان، وصفاء العبارة. فالرجل رحمه الله، كان أديباً شاعراً. وقد كان الأدب ومازال، خير سبيل لإيصال المعرفة، وسرعة أنصابها إلى السمع، واستيلائها على النفس. والبليغ يضع لسانه حيث أراد. وإنك لتجد كثيراً من الدراسات قد جمعت فأوعت، لكنها لم تبلغ مبلغها من النفع والفائدة؛ لجفافها وعسرها.
أما ما وراء ذلك من حلو الشمائل، وكرم الطبع، ونقاء الخلق، فهو مما لهج به الخاصة والعامة، ممن اتصلوا بالرجل، بسبب من الأسباب.
ولست أشك في أن إقامة الزركلى - رحمه الله - في مصر والمغرب، سنين ذوات عدد، قد أعانته على إقامة ذلك الصرح الشامخ. وآية ذلك أن كثيراً من نماذج المخطوطات، التي امتلأ بها كتابه، من محفوظات دار الكتب المصرية، ومعهد المخطوطات بالقاهرة، وخزائن الكتب الخاصة والعامة، بالمغرب الأقصى [1] . [1] معلوم أن الزركلى، رحمه الله، قد أنشأ مطبعة بالقاهرة، أواخر عام 1923م سماها "المطبعة العربية" وكان مقرها بشارع المزين بالموسكي نشر فيها بعض كتبه، وكتباً أخرى، إلى أن باعها، سنة 1927م. ثم قضى بالقاهرة أعواماً، مستشاراً للمفوضية العربية السعودية، ووزيراً مفوضاً، ومندوباً دائماً للمملكة العربية السعودية بمصر، لدى جامعة الدول العربية، من سنة 1934م إلى سنة 1957م وله بمصر، صهر ورحم. وقد ظهرت الطبعة الأولى والثانية من "الأعلام" بالقاهرة.
كما أنه عين سفيراً للمملكة العربية السعودية في المغرب، حيث قضى هناك أعواماً، جمع فيها مادة محررة لتراجم المغاربة والأندلسيين، وقد فتح له أهل المغرب قلوبهم ومكتباتهم معاً. وإذا دخل العلم من باب الحب، فليس من وراء ذلك شيء.
نام کتاب : الموجز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم نویسنده : الطناحي، محمود محمد جلد : 1 صفحه : 86