الأشعار ليخفف من طيغان كثرتها على جوهر السيرة وليكون المقام الأول فيها هو لما تزخر به من أحداث ومواقف" [80] .
أشار ابن هشام في تهذيبه للسيرة إلى المواضع التي اختصر فيها عبارات مختلفة، إذ نلاحظه قد حدد سبب اختصاره لإحدى القصائد بأنه لم يرد فيها ذكر للحادثة التي قيلت فيها سوى بيتين منها [81] ، وفي أماكن أخرى يستطرد في الحديث بأنه قد حذفها خوفا من التطويل [82] ، وفي أماكن أخرى لم يشر ابن هشام إلى الأسباب التي دفعته إلى حذف بعض القصائد والأبيات الشعرية [83] .
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل استنتج أحد الباحثين ان ترك ابن هشام لقصيدة أو أبيات من الشعر في موضع من مواضع الاستشهاد الشعري ليس معنى ذلك أن هذه الأماكن هي التي حذفت منها الأشعار فقط، بل من المحتمل أنه قد ترك قصائد وأبياتا في مواضع أخرى من دون أن يشير إليها مكتفيا بالسبب الذي ذكره في مقدمته [84] ، ولا يستبعد هذا الباحث أن لابن إسحاق يدا هو الاخر في ترك بعض الأبيات والقصائد التي يستشعر أنها ناقصة ومبتورة [85] . [80] أحمد، المصدر نفسه، ص 226- 227. [81] ينظر، السيرة، 2/ 38. [82] ينظر، السيرة، 1/ 14، 47، 58، 65، 68، 71، 72، 73، 92، 100، 151، 186، 2/ 79، 374، 428. [83] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 226، 425، 571، 573، 2/ 263. [84] احمد، شعر السيرة، ص 227. [85] ينظر، أحمد، شعر السيرة، ص 229- 230.