أدت هذه الروايات التي أردف بها سيرة ابن إسحاق مهمة جديدة وذلك بكشفها حقائق وحوادث مهمة ساد بعضها الغموض لعدم تقصي ابن إسحاق لتفاصيلها [99] ، فضلا عن ذلك أن هذه الروايات لم تشمل تطعيم الروايات التي وردت في سيرة ابن إسحاق حسب بل تعدى ذلك إلى إحالة القارئ إلى مواضع هذه الإضافات التي ذكر قسما منها في مكان وأحال إلى تكملته في مكان آخر بعبارة: " وسأذكر حديثها إن شاء الله تعالى في موضعه" [100] .
بينت لنا هذه الفقرة ان الحس التأريخي قد أخذ مساره عند ابن هشام وذلك بتكملة الحوادث التي أورد ها ابن إسحاق مقتضبة وذلك بإعطاء صورة واضحة لها، مما عدّ ذلك تطورا ملحوظا في كتابة السيرة النبوية.
4. إيضاح معاني الألفاظ الغريبة الواردة في متن السيرة، إذ لا نكاد نتصفح ورقة منها إلا ووجدنا فيها إيضاحا لبعض الألفاظ التي وردت فيها [101] .
لم يقتصر هذا الإيضاح على تبيان ألفاظ من دون أخرى بل شمل كذلك حتى آيات القرآن الكريم [102] ، واقرب مثال على ذلك ما نراه عند تعرضه لاية لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ [103] ، إذ نراه يقوم بشرح [99] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 6، 8، 42، 62- 63، 77، 79، 81، 193، 195- 199. [100] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 224، 649، 714، 2، 51، 57، 58، 89، 203. [101] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 27، 37، 45، 72، 96، 119. [102] ينظر، السيرة، 2/ 106- 108، 238، 246، 248، 303. [103] سورة قريش، آية 1- 2.