3. عدم إشارة ابن فارس إلى المصادر التي إعتمد عليها في كتابه هذا سواء أكانت مصادر مكتوبة أم روايات شفاهية باستثناء روايتين ذكر فيهما سلسلة سنده لرواتها [18] .
4. تفرده بروايات لم توردها المصادر المتقدمة مثال ذلك إيراده للخطبة التي قالها أبو طالب في زواج الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من خديجة [19] ، وهذه الخطبة قد أخذ بنقلها ابن الجوزي وأثبتها في بعض كتبه التي تناولت سيرة الرسول [20] ، كذلك عدّه فاطمة الزهراء (عليها السلام) من أكبر أولاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم [21] ، مع العلم أن العلماء متفقون على أن فاطمة الزهراء هي أصغر أولاد الرسول [22] .
نالت هذه السيرة مكانة بارزة عند العلماء الذين اطلعوا عليها، إذ تشير كتب الفهارس وتراجم الشيوخ إلى أن بعض العلماء قد اهتم بالحصول على إجازة روايتها وتدريسها في حلقات الدرس [23] ، وقام آخرون باطلاق عبارات الثناء عليها، إذ وصفها العبدري (ت 688 هـ) بالقول: " وكتابه هذا (اختصار السيرة) هو تأليف نبيل في أوراق يسيرة" [24] ، واطراها الصفدي بالقول: " ومن أصغر ما صنف في ذلك [يقصد به السيرة] جزء لطيف لابن فارس صاحب المجمل في اللغة" [25] . [18] ينظر، أو جز السير، ص 147، 151. [19] ينظر، المصدر نفسه، ص 147. [20] ينظر، ابن الجوزي، الوفا، 1/ 145، المنتظم، مج 2 ورقة 58. [21] ينظر، المصدر نفسه، ص 147. [22] ينظر، الزبيري، مصعب (ت 233 هـ) ، نسب قريش، تحقيق: ليفي بروفنسال، دار المعارف، مصر، 1953، ص 21، 23، ابن قتيبة، المعارف، ص 142- 143، البلاذري، أنساب الأشراف، 1/ 402- 405. [23] ينظر، برنامج الوادي آشي، ص 236. [24] محمد بن احمد، الرحلة، تحقيق: محمد الفاسي، الرباط، د، ت، ص 245. [25] الوافي بالوفيات، 1/ 8.