تضلع في الحديث وبرع في التواريخ وأيام الناس وأنسابهم، ولأجل ذلك كانت مصنفاته محل تقدير وإعجاب من اطلع عليها [8] .
صنف ابن خياط كتابا في التأريخ العام عدّه بعض الباحثين من أقدم الكتب التي وصلت إلينا في هذا الجانب [9] .
خصص ابن خياط في كتابه هذا حيزا كبيرا لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله [10] مقارنة بحجم الكتاب البسيط وأوراقه اليسيرة التي تحدثت عن الحوادث التي تلت السيرة إلى عصر المؤلف [11] .
أسهمت هذه السيرة التي حواها هذا الكتاب في تطور كتابة السيرة النبوية ضمن كتب التأريخ العام وباقي المصنفات التي خصصت للسيرة سواء أكانت مستقلة أم مدمجة وهذه الجوانب هي:
1. عدّ سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم البداية التي افتتح بها كتابه [12] ، إذ لم يسلط الضوء على الحقبة التأريخية التي شبقت عصر الرسالة المتمثلة بتأريخ الأنبياء وأخبار الأقوام البائدة وأيام العرب وأنساب قبائلهم، كما فعلت المصادر التي شاطرته المنحى والموضوع [13] . [8] ينظر، ابن خلكان، وفيات الأعيان، 2/ 15، الذهبي، تذكرة الحفاظ، 2/ 436، ابن حجر، تهذيب التهذيب، 3/ 160- 161. [9] العلي، صالح مقدمة تحقيق كتاب التأريخ لابن خياط، ص 11، مصطفى، التأريخ العربي والمؤرخون، 1/ 235- 236. [10] ينظر، التأريخ، تحقيق أكرم العمري، المجمع العلمي العراقي، مطعة الاداب، النجف، ط 1، 1967، ص 8- 64. [11] ينظر، المصدر نفسه، ص 64- 520. [12] ينظر، المصدر نفسه، ص 5- 8. [13] ينظر، الدينوري أبو حنيفة، الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر، وزارة الثقافة، مصر، ط 1، 1960، ص 1- 73/