[الوفا بأحوال المصطفى] و [المنتظم في أخبار الملوك والأمم] عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله، وبعبارة أدق عقد مقارنة بين منهجي ابن الجوزي في كل من كتابيه هذين عند ذكره لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم فيهما، وذلك أن استعراض هذه العناصر من الفائدة بمكان، إذ إنها تعطينا صورة واضحة وشاملة للمنهج الذي أتبعه ابن الجوزي في كتابة السيرة بعامة، مما يدل على أن السيرة النبوية قد وضعت في قوالب متعددة ليست بالضرورة تقع ضمن عنوانات أو اتجاهات واحدة في الكتابة، كأن تكون ضمن التأريخ العام، كما فعل المسعودي في كتابيه: [مروج الذهب] و [التنبيه والأشراف] [216] ، أو تكون عرضا لجوانب وتركا لأخرى من السيرة؛ على فرض أن المؤلف قد تناولها في مصنف آخر اختلف فيه المنحى الذي كتب فيه بدعوى الاختصار وعدم التكرار في إيراد الحوادث، وهذا ما مثله ابن عبد البر في كتابيه: [الاستيعاب في معرفة الأصحاب] و [الدرر في اختصار المغازي والسير] [217] ، اللذين كان الأول منهما في التراجم والطبقات، والاخر في كتب السيرة والمغازي المستقلة، مع العلم أن هذا الجانب هو سمة تطورية بحد ذاته في كتابة السيرة من حيث تشعب إيرادها في كتب عدة لمصنف واحد، وهذا ما ممثله ابن الجوزي بحذافيره حين أورد سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في أكثر من مصنف من مصنفاته [218] ، وهذه العناصر هي: [216] ينظر، مروج الذهب، 2/ 272- 299، التنبيه والاشراف، ص 195- 246. [217] ينظر، الدرر في اختصار المغازي والسير، ص 29- 289، الاستيعاب، 1/ 25- 53. [218] ينظر، صفة الصفوة، 1/ 46- 234، المدهش، ص 40- 43، الحدائق في علم الحديث والزهديات، 1/ 150- 325، تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التواريخ والسير، ص 4- 39.