على إجازة بروايتها، إذ ذكر ابن كثير هذا الكتاب بعبارة: " ولنا سماع متصل به" [15] ، ولم يقتصر جهد العلماء على الحصول على إجازة واحدة برواية هذا الكتاب حسب بل تعددت تلك الإجازات إلى عشرات الشيوخ، إذ ذكر الوادي آشي أنه قد حمل هذا الكتاب عن أربعين شيخا [16] .
تدل لنا المقدمات التي أفتتح بها بعض المتصوفة الذين شرحوا هذا الكتاب على أنهم قد وجدوا في هذا الكتاب ضالتهم المنشودة، وذلك حين استعملوا المصطلحات التي تدل على إكبارهم للمصنف وكتابه [17] مثل عبارة القطب، والعارف [18] . ولم تنته اهتمامات العلماء به عند هذا الحد بل انبرى أحد العلماء المتأخرين إلى تخصيص مصنف مستقل للحديث عن الرواة الذين وردت أسماؤهم في كتاب الشمائل أسماه (بهجة المحافل واجمل الوسائل بالتشريف برواة الشمائل) ، إذ يقول في خاتمته: " هذا آخر ما أردنا تلخيصه مما يتعلق برجال هذا الكتاب ... وإن لم أكن له أهل لكني رجوت من حسنت شمائله وفاق عن الحصر فضائله أن يكون لي في الشدائد عونا ... " [19] .
يبين لنا هذا الاستعراض المكانة التي حظي بها هذا الكتاب في نفوس العلماء حتى بذلوا من أجله هذا المجهود الكبير بالشرح والتهذيب والرواية، ومواظبتهم [15] البداية والنهاية، 6/ 11. [16] ينظر، برنامج الوادي آشي، ص 210. [17] ينظر، عن المصطلحات الصوفية، طعمة، صابر، الصوفية، معتقدا ومسلكا، جامعة محمد بن سعود، الرياض، ط 1، 1985. [18] ينظر، حاجي خليفة، كشف الظنون، 1/ 10، 1/ 1060. [19] اللقاني، إبراهيم بن إبراهيم، (ت 1041 هـ) ، مخطوط في المكتبة القادرية في بغداد برقم (1024 ف) ، ورقة 98.