-وهي بلده ووطنه ومولده– قال الأنصار فيما بينهم: أترون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ فتح الله عليه أرضه وبلده أن يقيم بها – وهو يدعو على الصفا رافعا يديه – فلما فرغ من دعائه قال: " ماذا قلتم؟ " قالوا: لا شيء يا رسول الله، فلم يزل بهم حتى أخبروه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " معاذ الله المحيا محياكم، والممات مماتكم". إضافة إلى ما قلنا فالنبي صلى الله عليه وسلم عاش في مكة ثلاث عشرة سنة وكان معه مجموعة قليلة من الصحابة، أما الآن وبعد فتح مكة فالمسلمون كثر، والدولة قوية، والعدل موجود، والأمان أيضاً، فكيف ستسول نفس هذا الإنسان له أن ينوي القيام بهذا الفعل وهو يعلم العواقب الوخيمة لهذا الجرم.
أما كنسينس [1] Cansinos الذي ألف كتابا تحت عنوان "محمد والقرآن" فقد فاق دياز في الكذب والبهتان والتهجم على شخص النبي صلى الله عليه وسلم وبالإمكان محاكمته خائناً في مجال البحث العلمي ومغير لحقائق تاريخية واضحة وموثقة بالتواتر. يقول كنسينس "إن سيرة محمد كسيرة الرجال الكبار من أمثال موسى وبوذا تظهر عليها غمامات ونوع من الغموض والظلامية. وهذا راجع إلى غياب الكتابات المعاصرة، للتناقضات التي حوكمت بها تصرفاته " ثم يضيف كلاما يجرح شعور كل مسلم: "بداية أود أن أقول: إننا نتكلم على إنسان مصطنع، يريد خدع الآخرين [1] Cansinos-assens, Rafael, Mahoma y el Koran (biografia critica del profeta y estudio y version de su mensaje, Bell, Buenos Aires.