responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 228
وَقتلُوا واختصوا بِهِ من بَين الْأُمَم وشرفوا فيحرصون على تَبْلِيغ ذَلِك وتفهيمه للْأمة لَا تصدهم عَنهُ لائمة الْكبر وَلَا يزعزعهم عَنهُ عاذل الأنفة
وَيشْهد لذَلِك بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كبار أَصْحَابه مَعَ وُفُود الْعَرَب يعلمونهم حُدُود الْإِسْلَام وَمَا جَاءَ بِهِ من شرائع الدّين بعث فِي ذَلِك من أَصْحَابه الْعشْرَة فَمن بعدهمْ فَلَمَّا اسْتَقر الْإِسْلَام ووشجت عروق الْملَّة حَتَّى تنَاولهَا الْأُمَم الْبَعِيدَة من أَيدي أَهلهَا واستحالت بمرور الْأَيَّام أحوالها وَكثر استنباط الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة من النُّصُوص لتَعَدد الوقائع وتلاحقها فَاحْتَاجَ ذَلِك لقانون يحفظه من الْخَطَأ وَصَارَ الْعلم ملكة يحْتَاج إِلَى التَّعَلُّم فَأصْبح من جملَة الصَّنَائِع والحرف واشتغل أهل العصبية بِالْقيامِ بِالْملكِ وَالسُّلْطَان فَدفع للْعلم من قَامَ بِهِ من سواهُم وَأصْبح حِرْفَة للمعاش وشمخت أنوف المترفين وَأهل السُّلْطَان عَن التصدي للتعليم واختص انتحاله بالمستضعفين وَصَارَ منتحله محتقرا عِنْد أهل العصبية وَالْملك
وَالْحجاج بن يُوسُف كَانَ أَبوهُ من سَادَات ثَقِيف وأشرافهم ومكانهم من عصبية الْعَرَب ومناهضة قُرَيْش فِي الشّرف مَا علمت وَلم يكن تَعْلِيمه لِلْقُرْآنِ على مَا هُوَ الْأَمر عَلَيْهِ لهَذَا الْعَهْد من أَنه حِرْفَة للمعاش وَإِنَّمَا كَانَ على مَا وصفناه من الْأَمر الأول فِي الْإِسْلَام
أَحْوَال الْقُضَاة

وَمن هَذَا الْبَاب أَيْضا مَا يتوهمه المتصفحون لكتب التَّارِيخ إِذا سمعُوا أَحْوَال الْقُضَاة وَمَا كَانُوا عَلَيْهِ من الرِّئَاسَة فِي الحروب وقود العساكر فتترامى بهم وساوس الهمم إِلَى مثل تِلْكَ الرتب يحسبون أَن الشَّأْن فِي خطة الْقَضَاء لهَذَا الْعَهْد على مَا كَانَ عَلَيْهِ من قبل ويظنون بِابْن أبي عَامر صَاحب هِشَام المستبد عَلَيْهِ وَابْن عباد من مُلُوك الطوائف بإشبيلية إِذا سمعُوا أَن آبَاءَهُم كَانُوا قُضَاة أَنهم مثل الْقُضَاة لهَذَا الْعَهْد وَلَا يتفطنون لما وَقع فِي رُتْبَة الْقَضَاء من مُخَالفَة العوائد

نام کتاب : لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست