نام کتاب : لمحات في المكتبة والبحث والمصادر نویسنده : الخطيب، محمد عجاج جلد : 1 صفحه : 76
خازنًا لمكتبة الوزير ابن العميد[1].
وحق لهذا المنصب أن يتوالاه إلا أكابر العلماء والأدباء؛ لأن الخازن يمد المكتبة ببنات أفكار العلماء ومؤلفاتهم الجديدة، ويشرف على الفهارس وسحن تنظيمها، وييسر للعلماء والقراء الحصول على ما يريدون، ويسهل لهم ما يطلبون؛ هذا إلى جانب محافظته على الكتب من التلف والضياع وغير ذلك؛ كل هذه الأمور تراعيها الدول في العصر الحاضر؛ فتختار الأمناء من المثقفين والمتخصصين؛ ليحسنوا شغل هذا المنصب، ويرعوه حق رعايته.
وكان الغالب في المكتبات أن يتولى الإشراف عليها خازن واحد؛ ولكن ضخامة بعض المكتبات وكثرة روادها اضطر المسؤولين إلى تعيين خازنين أو أكثر، أو تعيين خازن ومساعد له.
ومن أبرز ما يسترعي الانتباه في المكتبات الإسلامية جماعة النساخ، وهؤلاء النساخ أشبه بقسم الطبع والنشر في دور الكتب المعاصرة؛ إذ أن وسائل الطباعة الحديثة لم تكن معروفة بعد، وعرف النساج بجودة الخط، وحسن الضبط والإتقان؛ فكانت تدفع إليهم المؤلفات الحديثة لنسخوا منها نسخة أو أكثر يزودون بها مكتبتهم. وقد اتبعوا قواعد خاصة في النسخ تتعلق بالوق والحبر ولونه وعدد الأسطر في كل صفحة وغير ذلك مما له صلة بحسن اخراج المؤلف على وجه يليق به.
وإلى جانب النساخ ظهر المترجمون في أمهات المكتبات الإسلامية، ووصلت الترجمة إلى ذروتها في بيت الحكمة في عهد الرشيد والمأمون؛ حيث ترجمت بعض الكتب من الفارسية وغيرها إلى اللغة العربية. [1] انظر تاريخ التربية الإسلامية للدكتور أحمد شلبي ص160 عن تجارب الأمم ص224 ج6.
نام کتاب : لمحات في المكتبة والبحث والمصادر نویسنده : الخطيب، محمد عجاج جلد : 1 صفحه : 76