نام کتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة نویسنده : الطنطاوي، محمد جلد : 1 صفحه : 201
على حد: قاتله الله عند التعجب قوله: فإن الشيء إذا بلغ الكمال يدعى عليه صونا له عن عين الكمال، كما قال جميل:
رمى الله في عيني بثينة بالقذى ... وفي الغر من أنيابها بالقوادح1
وهكذا؛ وليس في مثل هذا النوع من مؤاخذة على الرضي، إنما المؤاخذة عليه في استشهاده بشعر المحدثين، والنحاة لا ينظرون إليه في اتخاذه أساسا للقوانين النحوية، وقد ذكر منه مقدارا كبيرا سأذكر لك بعضا منه على سبيل الشرح مكتفيا به عن الباقي لسهولة الوقوف عليه.
من شواهد الشعراء المحدثين:
قد استشهد رحمه الله في باب الفاعل بقول أشجع السلمي2:
كأن لم يمت حي سواك ولم تقم ... على أحد إلا عليك النوائح
وفي المبتدأ والخبر بقول أبي نواس:
غير مأسوف على زمن ... ينقضي بالهم والحزن
وبقول أبي تمام الطائي:
لعاب الأفاعي القاتلات لعابه ... وأري الجني اشتارته أيد عواسل
وفي باب الحال بقول بشار:
إذا أنكرتني بلدة أو نكرتها ... خرجت مع البازي عليّ سواد
وبقول أبي الطيب المتنبي:
قبلتها ودموعي مزج أدمعها ... وقبلتني على خوف فما لفم
بدت قمرا ومالت خوط بان ... وفاحت عنبرا ورنت غزالا
وفي باب اسم الفعل بقول ربيعة الرقي:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغر بن حاتم
1 جمع قادح: وهو أكال يقع في الأسنان، كما يقع في الشجر.
2 كان معاصرا للرشيد، والبيت من قصيدة في ديوان الحماسة جـ2 ص329.
نام کتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة نویسنده : الطنطاوي، محمد جلد : 1 صفحه : 201