نام کتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة نویسنده : الطنطاوي، محمد جلد : 1 صفحه : 228
التقشف في مأكله وملبسه ومفرشه لا هم له إلا العلم والطاعة، أخذ عن الجلال المحلي والكافليجي والتقى الحصني وغيرهم، ومن أشهر مؤلفاته النحوية شرحه على الألفية المسمي "منهج السالك إلى ألفية ابن مالك".
تعريف بشرح الأشموني:
في الحق أنه أغزر شروح الألفية مادة على كثرتها واختلاف مشاربها، بل إنه من أوفى كتب النحو جمعا لمذاهب النحاة وتعليلاتهم وشواهدهم على نمط البسط والتفصيل، ولا غرابة أن يجمع في شرحه ما جمع، فأمامه من شروح الألفية شرح ابن الناظم والمرادي وابن عقيل والشاطبي والتوضيح وغيرها، ومن شروح الكافية شرح الناظم وغيره، ومن شروح التسهيل المرادي وغيره، وأمامه المغني وهذا كله عدا كتب السابقين، فما عليه وقد رام أن يكون شرحه موسوعة إلا أن يضم كل شيء إلى نظيره ويضعه في موطنه، وإذا أنعم النظر في شرح الأشموني وكانت الأصول السالفة بين يديه فإنه يسهل عليه أن يرجع المقال إلى مصدره.
وقد يحسن الأشموني في بعض الأحيان فينسب القول إلى قائله فيصرح بالشاطبي في باب المعرب والمبني عند قول الناظم "في اسمي جئتنا". وبالمغني عند قول الناظم "وفعل أمر ومضي بنيا" وبالتوضيح في باب النكرة والمعرفة عند قول الناظم "كافعل أوفق نغتبط إذ تشكر" وفي الابتداء بعد قول الناظم "وأخبروا باثنين أو بأكثر إلخ"، وبالمرادي في التنازع عند قول الناظم، "وأخرنه إن يكن هو الخبر"، وكثيرا ما يصرح بلفظ الشارح يقصد ابن الناظم، ولكن ذلك كله من الأشموني قليل جدا بالنسبة لإغفاله النسبة إلى صاحب الكلام، فإذا قرأت المباحث فيه المتعلقة بالأدوات في باب "عطف النسق" مثلا أو "النواصب" أو "الجوازم" أو "لو" أو "أما ولولا ولوما" أو "كم وكأين وكذا" وأمثال هذا فإنك واجده قد نقل كلام المغني مع قليل من التغيير: إما بنقص لا يلمح أو زيد لا يذكر أو تقديم أو تأخير ربما أذهب شيئا من المطلوب، زيادة على أنه ربما دعا الكاتبين عليه
نام کتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة نویسنده : الطنطاوي، محمد جلد : 1 صفحه : 228