ربما تلقى بعضهم عن أهل الأهواء وعن حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام، فاتخذوا رؤساء جهالا، وكثر بينهم التعالم والغرور والقدح في الأئمة والمشايخ، وقل الفقه في الدين، وقل الأدب، وفقد عند البعض سمت أهل العلم رغم كثرة الثقافة والمعلومات. ولن يتم استدراك الأمر إلا بتصدير العلماء ومن خلال المسجد أولًا ثم بالوسائل الأخرى، والله أعلم.
[العلماء ومنزلتهم وخصائصهم]
العلماء ومنزلتهم وخصائصهم يحسن بين يدي هذا الموضوع (أثر العلماء في تحقيق رسالة المسجد) أن نحرر المفهوم الشرعي للعلماء، وأن نبين منزلتهم الشرعية، وأن نذكر خصائصهم وسماتهم، وكذلك مفهوم المسجد ورسالته، حيث اضطربت مفاهيم الناس اليوم، وانحرفت في أذهان كثير منهم المفاهيم الشرعية.
وقد ظهرت بين الناس اليوم نزعات أهواء بدأت محول بين الأمة وبين علمائها ومشايخها وتنزع الثقة بالمشايخ، وباعتبارهم الشرعي، وأثرهم الاجتماعي، بقصد وبغير قصد، وتشكك الجيل في جدارتهم وقيادتهم وفي ريادتهم وولايتهم في الأمة، وهذه النزعات بعضها عن منطلقات بدعية، أو مفاهيم خاطئة، والبعض الآخر عن جهل بالحقوق الشرعية للعلماء، وقلة فقه في الدين وقواعد الشرع ومقاصده، لا سيما من أولئك المثقفين والشباب الذين تربوا بعيدا عن مجالس العلماء ومحاضنهم، فإن هذا الجفاء أحدث الوحشة والفصام.