لقد قبضنا أيها الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية، ونشرنا في تلك الربوع مكامن التبشير والكنائس والجمعيات والمدارس المسيحية الكثيرة التي تهيمن عليها الدول الأوربية والأمريكية، والفضل إليكم وحدكم أيها الزملاء. إنكم أعددتم له بوسائلكم جميع العقول في الممالك الإسلامية إلى قبول السير في الطريق الذي مهدتم له كل التمهيد.
إنكم أعددتم شباباً في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله،ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقاً لما أراده له الاستعمار، لا يهتم للعظائم ويحب الراحة والكسل. ولا يصرف همه في دنياه إلا في الشهوات فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإن تبوأ أسمى المراكز فللشهوات، ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء.
إن مهمتكم تمت على أكمل الوجوه، وانتهيتم إلى خير النتائج، وباركتم المسيحية،ورضي عنكم الاستعمار، فاستمروا في أداء رسالتكم فقد أصبحتم بفضل جهادكم المبارك موضع بركات الرب".
وبهذه الكلمات انتهى خطابه، وما أحسب هذا الخطاب بحاجة إلى أي تعليق عليه، ولكنني لست أدري ما هو هذا الرب الذي تُلتمس بركاته ثواباً على تضليل الناس، وإخراجهم من دينهم وعقائدهم بالله وبرسالاته، وغمسهم بالشهوات والموبقات والرذائل؟!.
ويكفيني عن أي تعليق قول الله تعالى في سورة (الجاثية/45 مصحف/65 نزول) :
وقد بلغ القسيس زويمر الخامسة والثمانين ومات سنة (1952م) دون أن يظفر بما كان يصبو إليه، إلا أنه قد لقي عند ربه جهنم وبئس المصير، إذ كرّس حياته لتضليل أهل الإيمان، وتحويلهم عن صراط الله.