ثم عدل المبشرون عن مثل هذه المواجهة الصريحة، وانطلقوا في المجالات الأخرى غير المباشرة.
2- مجال الخدمات الصحية
وكان ذلك بتأسيس المستشفيات والمستوصفات التبشيرية، وتوجيه الأطباء المتنقلين، والمستوصفات المتنقلة، وقد تحملوا في ذلك مشقات الدخول في أصعب الأماكن الإفريقية، وغيرها.
وقد وجهوا اهتمامات كبرى لتنصير المسلمين في مجال خدماتهم الطبية، في معظم بلدان العالم الإسلامي الكبرى والصغرى، واستثمروا مؤسساتهم الطبية استثماراً اقتصادياً واسعاً مع قيامهم بمهمّات التنصير.
3- مجال تأسيس الكنائس والأديرة والرهبنات
وذلك في كل بلد إسلامي يوجد فيه نصارى، ولو لم يتجاوزوا عدد أصابع اليدين، لتكون هذه المؤسسات الدينية بؤرة للتنصير، ومسوغاً للادعاءات المستقبلية بحقوق تاريخية في بلاد المسلمين.
4- مجال تأسيس المدارس
وذلك في المرحلة دون المرحلة الجامعية التي هي من اختصاص المستشرقين، وقد أسسوا في هذا المجال مدارس كثيرة في بلدان العالم الإسلامي، من دور الحضانة حتى شهادة الدراسة الثانوية، وأتقنوا بناءها ونظامها،واجتذبوا إليها أعداداً هائلة من أبناء وبنات المسلمين، وكان من ثمراتها إخراج أجيال متنكرة لدينها ولأمتها ولأوطانها تابعة للغرب، متشبثة بذيول الحضارة الأوروبية، وبريق ألوانها مع ما فيها من انحلال وفوضى خلقية وسلوكية، دون الأخذ بعوامل النهضة المادية الحقيقية.
ومن الأمثلة على ذلك: ما تكشفه الإحصائيات عن وجود قرابة (140) مدرسة طائفية وأجنبية في الأردن في السبعينات من القرن العشرين الميلادي الجاري، وعدد الطلاب والطالبات فيها يزيد على ثلاثين ألفاً، معظمهم من أبناء وبنات المسلمين، والمعلمون والمعلمات فيها معظم من غير المسلمين.