يجدوا وسيلة أجدى من تشديد الهجوم على الإسلام لصرف أنظار الغربيين عن نقد ما عندهم من عقيدة وكتب مقدسة. وهم يعلمون ما تركته الفتوحات الإسلامية الأولى، ثم الحروب الصليبية ثم الفتوحات الإسلامية العثمانية في أوربا بعد ذلك في نفوس الغربيين من خوف شديد من قوة الإسلام، ومن كره لأهله، فاستغلوا هذا الجو النفسي، وازدادوا نشاطاً في الدراسات الإسلامية.
وحين قامت جمعيات التبشير، ووضعت من أهدافها تحويل المسلمين عن دينهم إلى النصرانية، أو إلى اللادينية والإلحاد الكامل، كانت دوافع الاستشراق لدى المبشرين وأنصارهم ومؤيديهم هي دوافع التبشير أنفسها، وهي تتلخص بالرغبة الملحة في سلخ المسلمين عن دينهم، ومحاولة إدخالهم في النصرانية، أو إبقائهم ملاحدة لا دين لهم، حتى يكونوا أطوع للدول النصرانية الطامعة باستعمار بلاد المسلمين، واستغلال خيراتها.
ومن خلال معرفتنا لهذا الدافع نستطيع معرفة الهدف الغائي المرتبط به.
فهدف هذا الدافع: هو إخراج المسلمين عن دينهم، فإن أمكن تنصيرهم فذالك، وإلا فإبقاؤهم لا دين لهم مطلقاً هدف مرجو يحقق للنصارى منافع ومصالح سياسية واقتصادية واستعمارية وغير ذلك.
ولإخراج المسلمين عن دينهم وسائل كثيرة، منها:
1- تنفير المسلمين من دينهم وحملهم على كراهيته.
2- تشويه الإسلام، والتشكيك في أسسه، وتوجيه المطاعن له.
3- تشويه التاريخ الإسلامي، وتشويه حضارة المسلمين، وكل ما يتصل بالإسلام من علم وأدب وتراث.
4- نبش الحضارات القديمة وإحياء معارفها، وبعث الطوائف الضالة والحركات الهدامة القديمة.
5- تزيين ما في المسيحية من تعاليم وأحكام.
6- استدراج المسلمين للأخذ بالحضارة المادية الحديثة، وما فيها من مغريات