المسلمين من غير العرب على المسلمين من العرب، لإقامة الحواجز القومية بينهم.
يقول المستشرق "بروكلمان" في كتابه "تاريخ الشعوب الإسلامية":
"وإذا كان العرب يؤلفون طبقة الحاكمين فقد كان الأعاجم من الجهة الثانية هم الرعية، أي: القطيع. وجمعها رعايا كما يدعوهم، وهو تشبيه سامٍ قديم كان مألوفاً حتى عند الآشوريين".
لقد تجاهل "بروكلمان" جميع الوثائق التاريخية التي تؤكد عدالة الفاتحين المسلمين، ومعاملتهم أفراد الشعب على السواء، من غير تفرقة بين عربي وغيره، وتعلق بلفظ "الرعية" تعلقاً لغوياً، واستنتج منها أن المسلمين نظروا إلى الأعاجم نظر القطيع من الغنم، ولو رجعنا إلى مادة "رعى" في قواميس اللغة وجدناها تقول كما يلي: "الراعي: الوالي. والرعية: العامة. ورعى الأمير رعيته رعاية. وكل من ولي أمر قوم فهو راعيهم، وهم رعيته، فعيلة بمعنى مفعول. وقد استرعاه إياهم استحفظه. واسترعيته الشيء فرعاه".
فالراعي في اللغة يطلق على رئيس القوم وولي أمرهم، كما يطلق على راعي الغنم، والرعية تطلق في اللغة على القوم، ومن معاني الرعاية الحفظ والإحسان.
فإطلاق لفظ الرعية على القوم وضع لغوي، ولم يجعل المسلمون إطلاق هذه الكلمة خاصاً بالأعاجم، بل إطلاقها شامل كل قوم عرباً كانوا أو عجماً، تبعاً للوضع اللغوي، والأحاديث في ذلك كثيرة معروفة، منها قول الرسول في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره: "ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد