الوحشية المفترسة للإنسانية وفضائلها وكمالاتها , ولا بد أن ينحسر عنه ذلك الوجه المستعار مهما طال أمد المصانعة والرياء والنفاق.
ومن الوجوه المستعارة أيضاً المؤسسات الصحية التي يصدرها المبشرون إلى بعض البلاد الإسلامية، يقول المبشر ((موريسون)) :
((نحن متفقون بلا ريب على أن الغاية الأساسية من أعمال التنصير بين المرضى , أن ندخلهم أعضاءً عاملين في الكنيسة المسيحية الحية , وتحرص مؤتمرات التبشير على أن تكون توجيهاتها وقراراتها مؤكدة لخطورة استخدام العلاج الطبي في التبشير)) .
ومما لا ريب فيه أيضاً أن الطب وجه إنساني مشرق , ولكن الطب متى غدا وسيلة من وسائل التضليل الفكري , وإفساد العقائد الصحيحة التي تدين بها الشعوب الإسلامية , أمسى في الحقيقة وجهاً من وجوه الثعالب الشيطانية , التي تخادع الإنسانية لترمي بها في الجحيم , وتدفعها إلى الشر والإثم والباطل , ومهما طال الأمد فلا بد أن ينحسر ذلك القناع الخادع , ويظهر الوجه الحقيقي اللئيم.
ومن الوجوه المستعارة المساعدات الاقتصادية والمعونات المادية التي تقدمها الدول الاستعمارية الطامعة.
وخليق بالمساعدات والمعونات أن تكون وجهاً إنسانياً مشرقاً , ولكنها حينما تكون وسيلة للتسلط , أو وسيلة لفرض شروط معينة تتعلق بالكرامة , أو بالسيادة , أو بالعقائد , أو بالأخلاق , أو بكيان الأمة الإسلامية الواحدة , فإنها لا غرو أن تمسي وجهاً متوحشاً مفترساً , يقدم لفريسته الطعم , لينقض عليها متى دنت منه , ولا بد أن ينحسر القناع , ويظهر الوجه الشره الفراس مهما طال أمد المصانعة والمداراة والنفاق.
ومن الوجوه المستعارة المساعدات العسكرية بالأعتدة الحربية , أو بالرجال , أو بالخبراء والفنيين.