الإسلامية , بقيام الثورة العربية ضد الشعب التركي المسلم , لا ضد سلطاته الحاكمة فقط , وذلك في عام (1916م) , ثم إلى تقسيم الأمة العربية إلى دويلات , وبسط النفوذ الاستعماري عليها , وقد رافق هذه الأحداث الجسام سلسلة متعاقبة من حلقات الخداع السياسي الذي تصيد به المستعمرون مشاعر الأمة العربية أولاً , واستغلوا به ضعفهم وغفلتهم وجهلهم بألاعيب السياسة الدولية وحيلها وأكاذيبها , ونقضها للعهود , وعدم وفائها بالوعود , ومطامعها بالاستغلال وبسط السلطات , ونهب خيرات البلاد , وابتزاز أموالها وثرواتها وطاقاتها.
وقد بدأت الخديعة بإثارة مشاعر الاستقلال والتحرر في شعوب الأمة العربية , ثم انتقلت إلى خديعة تقديم المساعدات المالية والعسكرية , لإشعال الثورة العربية , ثم انتقلت إلى خديعة التحالف مع زعماء الشعب العربي يومئذ.
وبينما كانت بنود التحالف تنص على تأسيس دولة عربية موحدة تضم الجزيرة العربية وفلسطين وشرق الأردن ولبنان وسورية والعراق , كانت تجري مباحثات ((سايكس - بيكو)) بين فريقين من الدول الاستعمارية , بغية تقسيم البلاد العربية وإخضاع دول الهلال الخصيب لسلطة الانتداب , فكانت العراق وفلسطين والأردن من نصيب بريطانيا , وكانت سوريا ولبنان من نصيب فرنسا.
وفي الوقت نفسه كانت الترتيبات تهيأ لإعلان وعد ((بلفور)) الذي يتضمن العطف على اليهود لإقامة وطن قومي لهم في فلسطين , فكان ذلك الإعلان في الثاني من شهر تشرين الثاني لعام (1917م) , ثم بدأت السلطات الاستعمارية تهيئ ما يلزم لتنفيذ الوعد , ثم قامت دولة اليهود , وسارعت الدول الكبرى للاعتراف بها , وحلت المصيبة بالعالم العربي والعالم الإسلامي أجمع.
ب - ومن أمثلة الخداع السياسي الدولي الهدنة التي فرضت على الدول العربية المحيطة بالدولة اليهودية المصطنعة في قلب الأمة العربية عام (1948م) ,