responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 251
والحجج الساطعة، وبعباداته الشائقة الجميلة الرشيقة الميسرة النافعة، التي يحسده على كثير منها كل الشعوب التي لا تدين به، وبنظمه المحكمة الصالحة الكفيلة بسعادة الإنسان، وهي نظم ربانية ما بلغ نظامٌ في الدنيا من وضع الناس مرتبة كماله بعد التجارب الكثيرة إلا كان مطابقاً لها، وملتقياً معها على طريق واحدة.
هذه الجنة هي الإسلام، أما الكفر فكله ملة واحدة في عدائه لهذه الجنة العظيمة، وكيده لها، وإن تفاوتت مذاهبه في مقدار حقده وحسده وكيده، وكذلك بعض الشر أشد من بعض، كما أن بعض الحشرات أكثر فتكاً بالجنات من بعض.

ولقد تعرضت معظم المجتمعات الإسلامية لهذا الغزو الكافر المفسد، فأصابها مثل ما يصيب الثمرة التي تأكل الحشرة نواتها، وتلتهم لُبَّها، ولا تبقي منها إلا قشرة متجعدة فارغة أو فاسدة المحتوى، فإذا كشف الباحث عما في جوفها لم يجد إلا غريباً عابثاً أكل لبها، وطرح فضلاته فيها، أو فساداً منتشراً يحكي للناظر إليه قصة الإهمال والتعاون، اللذين صرفا الحماة والرعاة عن الحراسة والصيانة الدائمة.

إنه لم يبق عند بعض هذه المجتمعات الإسلامية إلا الاسم وعصبية النسبة، وما قيمة الأسماء إذا لم تطابقها مسمياتها، فلو أخذنا قطعة من الفخار وموهنا ظاهرها بلون الذهب، وسميناها سبيكة من ذهب، أفيجعلها اللون والاسم ذهباً حقاً؟

وما أكثر المسلمين في هذا العصر الذين ليس عندهم من الإسلام إلا اسمه، وليس عندهم من القرآن إلا رسمه؟!

ولقد وصل المسلمون إلى هذا بإهمالٍ منهم، وكيدٍ من أعدائهم وأعداء دينهم، وأعداء تاريخهم وأمجادهم.

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست