مكراً، ولا أخبث منها كيداً، وقد اكتوت الأمة الإسلامية منها في هذا العصر الحاضر كياتٍ أصابت منها الصميم.
وتتلخص هذه الخطة الخبيثة بثلاثة عناصر، هي أخطر ما عرف الكون من عوامل هدم لمقومات أمةٍ ذات مجد عظيم فكري ونفسي وأخلاقي وتاريخي.
العنصر الأول: تفريغ أفكار الأجيال الناشئة وقلوبهم ونفوسهم من محتوياتها، ذات الجذور العقلية والعاطفية والوجدانية والأخلاقية، وانتزاع كل آثارٍ لها، وهو ما يسمى بعملية، (غسل الدماغ) .
العنصر الثاني: ملء فراغ عقولهم وقلوبهم ونفوسهم بمخترعات فكرية وعاطفية مزورة مزيفة، تخدم غايات العدو الطامع الغازي، وتهدم كيان الأمة الموضوعة هدفاً للغزو.
العنصر الثالث: تسخير طوابير الجيش الجديد الذي تصطنعه أيدي العدو في هدم كل مقوم من مقومات أمته، ومحاربة كل ما يتبقى لها من فكر وعقيدة، أو خلق وسلوك، أو تاريخ ومجد.
(3) وسائل التفريغ
واتخذ العدو الغازي عدة وسائل لتفريغ أفكار الأجيال من أبناء المسلمين، وتفريغ قلوبها ونفوسها، من محتوياتها ذات الجذور العقلية والوجدانية والعاطفية والأخلاقية.
وباستطاعتنا أن نلاحظ عدة وسائل وضعها العدو في خطته لتحقيق غاية التفريغ، وهي جميعُها تهدف إلى إبعاد وصرف وعزل الأجيال الناشئة في المجتمعات الإسلامية عن كل وعي ديني سليم، لئلا يتعرفوا على الإسلام بصورته الصحيحة المنيرة المشرقة، وتهدف إلى وضع العقبات الكثيرة في سُبل معرفتهم لها، واصطناع العثرات في طريق كل ذي فكر منير واعٍ يسعى لتصحيح مسيرة الأجيال المتعلمة نحو الحق، وتهدف إلى إفساد المفاهيم